IMLebanon

لن تفرح إسرائيل طويلاً باغتيال المهندس

 

للمرة الأولى منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، نعت كتائب عز الدين القسام “المجاهد في المقاومة الإسلامية في لبنان الشهيد المهندس علي محمد حدرج (عباس) الذي ارتقى شهيداً على طريق القدس في عملية اغتيال صهيونية جبانة في جنوب لبنان”. وأشاد بيان الجناح العسكري لحركة حماس، “بدوره وإسهاماته في إسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة”. وكان حدرج (36 عاماً) قد استشهد بغارة نفذتها مسيّرة معادية على سيارة كان يستقلها مع صديقه محمد دياب على طريق عام بلدته البازورية أول من أمس. وما أفصحت عنه “القسام” عن عمل حدرج، استحضر احتفاء العدو الإسرائيلي بالوصول إليه. ونقلت وسائل إعلام العدو عن مسؤولين صهاينة أن “إسرائيل نجحت في اغتيال القيادي في فرع فلسطين التابع لفيلق القدس ومسؤول الدعم الاستخباري والتكنولوجي لحماس”.

مرة جديدة، تكشف مواجهة “على طريق القدس”، عن وجوه وأسماء قياديين في المقاومة اللبنانية عبّدوا الطريق إلى فلسطين. أمس، في البازورية، مسقط رأس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، احتشد المئات لتشييع الدكتور المهندس “الذي لن تفرح إسرائيل طويلاً لاغتياله”. تحلّق الأقربون والأبعدون حول أسرته التي تشبه العائلة الجنوبية، وهم متفاجئون بأن “الدكتور علي طلع منّو هيك”. والده محمد، الأستاذ في المدرسة الرسمية، هو أسير محرر أمضى وقتاً في معتقل أنصار لدوره مع قوى المقاومة الوطنية بعد الاجتياح عام 1982. والدته مزارعة وكان لها دورها في تعليم أولادها، فكان لها مهندسان وطبيب. في حديثه إلى “الأخبار”، يشير شقيق حدرج، الطبيب حسن حدرج، إلى أن شقيقه “التحق بصفوف المقاومة الإسلامية في عمر الثامنة عشرة، مدفوعاً من والدته التي شجعته على الالتزام الديني والعمل المقاوم. وطوال 18 عاماً، صقل مقاومته بالعلم. درس هندسة الاتصالات، ثم تابع التخصص فيها في فرنسا قبل أن يستكمل دراساته العليا في الجامعة اليسوعية التي تخرج منها دكتوراً في الاتصالات بعدما قدم أطروحته قبل نحو شهر”.

برغم ارتفاع وتيرة المواجهات جنوباً، لم يشعر أحد بحركة استثنائية لدى حدرج. بقي يتابع عمله الخاص في مجال التكنولوجيا وكاميرات المراقبة. وبحسب شقيقه، “قبيل استشهاده، حضر صديقه محمد دياب لاصطحابه من منزل والدَيه في البازورية. وغادرا بسيارة دياب في مشوار خاص. وبعد أربع دقائق، سمعنا الانفجار”. حدرج أب لأربعة أطفال، أكبرهم في سنّ العاشرة، وأصغرهم عمره أربعة أشهر. ظهرت وصيته أمس بعد تشييعه. كتب فيها: “الله قد أنعم عليّ بالمال والبنون، لكني طلّقت الدنيا شوقاً للقاء ربٍّ كريم”.

من ملف : المرحلة الثالثة: المقاومة أكثر شراسة