IMLebanon

«بيت الوسط» لا يرى سوى عقدة تمثيل «القوات» ولا وجود لـ «عقدة سنيّة»

«بيت الوسط» لا يرى سوى عقدة تمثيل «القوات» ولا وجود لـ «عقدة سنيّة»

الحريري: تشكيل الحكومة ليس مستحيلاً وكل العقد في طريقها إلى الحل

 

 

على مشارف انتهاء الشهر الخامس من التكليف لم تتبلور بعد صورة الحكومة العتيدة التي كان من المقرر ولادتها بداية الاسبوع الماضي حسبما كان اعلن الرئيس المكلف سعد الحريري في مقابلته المتلفزة في الرابع من الشهر الجاري بعدما ظهرت مجددا بعض العقد التي أخّرت هذه الولادة، فما كان من الرئيس المكلف الا ان يضرب موعدا جديدا جازما انه سيكون لدينا  حكومة نهاية الاسبوع الماضي، فالاتصالات والمشاورات تكتفت على اعلى المستويات وخيمت موجة التفاؤل على البلد الذي اعدّ العدة للاحتفال بولادة الحكومة، ولكن مرة اخرى تتعثر الولادة بسبب تمسك البعض بحقائب وزارية معينة واعتبارها بأنها من حصتها ولا يمكن الاستغناء عنها، مما يعني تكريس المزيد من الاعراف والابتعاد عن النصوص الدستورية مما يشكل ضربا للنظام اللبناني. اضافة الى ذلك برزت عقدة التمثيل السني في الحكومة من خارج تيار «المستقبل» حيث يطالب «حزب الله» بتمثيلهم مما قد يزيد الامور تعقيدا في الايام المقبلة.

ولكن في ضوء الضبابية بمسألة الملف الحكومي اطلق الرئيس الحريري سلسلة مواقف من الموضوع خلال دردشة مع الصحافيين في السراي الحكومي على هامش مشاركته في عدة مناسبات اقيمت امس في قاعات السراي التي تنتظر اعادة دورة الحياة السياسية الطبيعية إليها، فأكد الرئيس  المكلف ان الاتصالات مستمرة لتشكيل الحكومة والموضوع ليس مستحيلا كما يحاول البعض تصويره، لافتا الى ان العقد في طريقها الى الحل.

وردا على اسئلة الصحافيين عن الكلام حول عقدة سنية اجاب: ليس هناك من عقدة سنية، ومن يريد ان يطالب بالتمثيل فهذا شأنه وفي نهاية المطاف سأبحث التشكيلة الحكومية مع رئيس الجمهورية ونقطة على السطر.

واضاف: لا اريد التكلم كثيرا عن هذا الموضوع ولو كان هناك حزب كبير يطالب ان يتمثل في الحكومة افهم ذلك، ولكن ان يصار الى تجميع نواب لتشكيل كتلة؟ وفي اي حال هناك حوار ونأمل خيرا.

سئل: هل حسم موضوع وزارة العدل؟

اجاب: برأيي الموضوع ليس موضوع حقائب وغيره، ولكن الاساس هو بتركيبة الحكومة وكيف ستكون وتوزيع الحصص، ونأمل ان تنجلي الامور.

سئل: نقل عنك ان واشنطن لا تقبل بحكومة لا تكون القوات اللبنانية ممثلة فيها، ما مدى صحة هذا الكلام؟

اجاب متسائلا: من نقل هذا الكلام؟

فقيل له جريدة الاخبار، فرد قائلا: «راجعوا جريدة الاخبار ومن اين تأتي بأخبارها».

كما استغربت مصادر مقربة من الرئيس المكلف محاولة الإيحاء بأن مشكلة الحكومة هي بين بعبدا وبيت الوسط. وأكدت أن الحريري يواصل العمل بالتعاون مع رئيس الجمهورية ميشال عون للوصول الى حكومة وفاق وطني تضم جميع الأطراف الرئيسية.

وأوضحت مصادر الرئيس المكلف أن العمل يجري لحل العقدة الوحيدة المتبقية وهي العقدة المستجدة بشأن تمثيل «القوات اللبنانية».

وتوقعت مصادر متابعة لملف التأليف ان تستمر حركة الاتصالات والمشاورات في الايام القليلة المقبلة بوتيرة مرتفعة من اجل حل جميع العقد بما فيها العقدة المتمثلة باعطاء حقيبة اساسية «للقوات اللبنانية» لا سيما ان الخطوط مفتوحة بين «بيت الوسط» من جهة والقصر الجمهوري  وبين «بيت الوسط» ومعراب من جهة اخرى لاعطاء «القوات» بديل عن وزارة العدل، وبالتالي جوجلة الاقتراحات والافكار للوصول الى قواسم مشتركة، خصوصا ان الرئيس الحريري حريص كل الحرص على مشاركة القوات في الحكومة بشكل مناسب كما باقي المكونات،

من ناحيتها، كشفت مصادر تيار «المردة» انها لم تتبلغ بعد بشكل رسمي اعطائها حقيبة وزارة الاشغال التي تطالب بها، وتشير الى ان الاجواء ايجابية في هذا الإطار، ولكن هي بانتظار ان تتظهر صورة التشكيلة الحكومية بشكل واضح لكي يتم تسمية الشخص الذي سيتولى هذه الحقيبة خلال اجتماع يعقده التيار، مع العلم ان اسم الوزير يوسف فينيانوس يبقى الاسم الاوفر حظا لتولي هذه الحقيبة.

اما على صعيد تمثيل نواب السنّة في الحكومة، فقد اعلنت مصادر «حزب الله» لـ«اللواء» ان مطالبة الحزب بقانون انتخابي نسبي هو من اجل ان يتمثل حلفاؤنا داخل المجلس النيابي، الذين لم يكن لهم فرصة الوصول الى الندوة البرلمانية في القانون الاكثري. لذلك كنا مصرين منذ البداية على تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تستثني احدا على قاعدة وحدة المعايير.

وأكدت المصادر ان الحزب سبق وان تحدث مع رئيس الجمهورية ومع الرئيس المكلف اثناء الاستشارات الملزمة كذلك في المشاورات المتواصلة معه عن اصراره على تمثيل سنة المعارضة في الحكومة، وهذا الموقف لم يتغيّر.

وترى المصادر انه بسبب تسليط الاضواء على الخلافات المارونية والعقدة الدرزية لم تطفو مسألة تمثيل المعارضة السنية على السطح، لانه وبحسب المصادر ربما لم يكن احد يريد مناقشة الموضوع بشكل جدي، ولكنها تشير الى انه وبعد اصبح موضوع تشكيل الحكومة على نار حامية عادت القضية لتثار مجددا.

ونفت المصادر ان يكون موقف الحزب من القضية هو من باب رفع العتب خصوصا انه معروف ان الحزب لا يعمل بهذه الطريقة في السياسة.

وشددت المصادر على ان مطلبها كان جدياً منذ البداية مع الرئيس الحريري ولا يزال في نفس الجدية، وقالت «لسنا في صدد السجال مع احد لأننا لا نزال نترك المفاوضات تأخذ مجراها داخل الغرف المغلقة وليس في وسائل الاعلام».ورفضت المصادر اعتبار الامر بأنه سيشكل عقبة جديدة  امام ولادة الحكومة، ولكنها تؤكد على ان موقف الحزب هو ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تستثني احداً على قاعدة وحدة المعايير، وتساءلت كيف يمكن لفريق سياسي لدية 20 نائبا ان ينال 6 وزراء سنة، وفريق اخر لديه 15 نائبا يريد ان يتمثل بأربعة وزراء مسيحيين، بينما الاخرين ليس لديهم الحق في التمثيل وفق اي معايير او قاعدة؟

واشارت المصادر الى انه منذ البداية كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يقول في خطاباته اما وحدة معايير تنطبق على الجميع او ليس هناك من قواعد، واذا ليس هناك من قواعد ستتبع عليكم ابلاغنا كي نعلم كيف يمكن ان نتصرف.

وتعود وتعتبر المصادر ان هذه هي النسبية التي يجب على الجميع القبول بها، خصوصا ان الرئيس الحريري اعترف بأنه خسر الانتخابات امام النواب السنة الذين ربحوا في الانتخابات النيابية وانه سيقوم بتحقيق داخلي، فكيف هو اليوم لا يريد الاعتراف بهؤلاء النواب، هل لان هناك تمثيل وزاري؟ هذه هي نتائج الانتخابات النسبية حيث كانت هناك تحالفات انتخابية مرحلية فقط مرحلية، وترى المصادر ان من حق النواب السنة تشكيل تكتل واحد حتى لو كانوا مختلفين في انتماءاتهم المناطقية والفكرية والحزبية.