IMLebanon

الموقف الأرثوذكسي المأمول وبالذات من اليازجي وعوْدة

لندن – 

عندما نتحدث عن المحنة التي يعيشها الحرم الثالث تحت سمْع وبصر مليار ونصف المليار مسلم منتشرين بين القطب والقطب، وكيف أن موجات من البعثرة بخزائن داخل المسجد بعد كسْر أقفالها حدثت على أيدي جنود الإحتلال وبواسطة بنادقهم تنفيذاً لتعليمات رئيس حكومتهم نتنياهو، فإننا لا نزال على إستغرابنا لهذا الصمت المسيحي الأرثوذكسي، وبالذات اللبناني- اليوناني- الروسي للفِعْل المستهجَن مِن جانب البطريركية الأرثوذكسية في القدس، ويتمثل في أن الكنيسة الأرثوذكسية في المدينة المقدسة، وعلى نحو ما نُشر يوم السبت 15 تموز الماضي في الملحق الإقتصادي في صحيفة «يديعوت أحرونوت« باعت مجموعة من المستثمرين من خلال محام يهودي إسمه نوعام بن دافيد، خمسمئة دونم من الأراضي والعقارات التابعة للكنيسة في مدينة القدس.

وإستناداً إلى أرقام عقارية رسمية فإن الكنيسة الأرثوذكسية تملك 5500 دونم في القدس وحدها من أصل مئة ألف دونم تملكها الكنائس المسيحية المختلفة 60 في المئة منها للكنيسة الأرثوذكسية.

قد لا تلام المرجعيات المسيحية الأرثوذكسية على هذا الفعل المستهجَن، وذلك على أساس أن الكنيسة الأرثوذكسية في القدس ذات مرجعية يونانية، وأن هذا يعود بأكثر من ثلاثمئة سنة ما قبل إغتصاب فلسطين عام 1948 من قِبَل العصابات الصهيونية المستندة إلى وعد بلفور الذي إنقضى قرن على إصداره، لكن هذه المرجعيات الأرثوذكسية اللبنانية والروسية والبلغارية والقبرصية والأوكرانية والرومانية والمصرية والإثيوبية مطالَبة بالموقف الذي هو حق السيد المسيح عليها قبل أن يكون حق فلسطين العربية وحق القدس التي يؤكد التاريخ والجغرافيا معاً الحق العربي والإسلامي – المسيحي فيها. وأما بالنسبة إلى الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية فإن علاقتها في الزمن الراهن مع محيطها العربي والإسلامي توجِب عليها طيْ صفحة المداهنة بين حكومات إسرائيل وفرع الكنيسة في فلسطين وما قدَّمه ذلك الفرع من مساحات شاسعة من الأراضي بيعاً أو تأجيراً لعشرات السنين للكيان الإسرائيلي المغتصِب. وتأتي الصفقة الجديدة، صفقة الخمسمئة دونم، نموذجاً لتلك الخدمات المريبة والظالمة والتي تستوجب بالذات من البطريرك يوحنا العاشر يازجي والمتروبوليت الياس عوده ومِن كُبراء الطائفة ومفكروها(النائب فريد مكاري على سبيل المثال لا الحصر) في لبنان خصوصاً الذين إعترضوا بالصوت العالي على غُبن لحق، عمداً وربما خطأً وسُوِّيَ على قاعدة المحاصصة، بالطائفة الكريمة في موضوع التعيينات في سفارات«وزارة جبران باسيل» وفي بعض الإدارات. كما تستوجب من الأرثوذكسيين العرب والروس والمصريين واليونانيين وكل مسيحي أرثوذكسي حيث هو أن يتذكر أن مهد السيد المسيح تحت الإحتلال كما المسجد الأقصى، فيتخذ وقفة أدناها الإستنكار والتحذير وأقصاها التبرؤ من أي مرجعية تبيع أرض الأجداد والأرض التي فيها مهد السيد المسيح وكنيسة قيامته والحرَم الثالث.. وبالذات إذا كان البائع مرجعية كهنوتية والشاري مغتصِب وطن ومشرد شعب ورمز عدوان على كل صاحب حق.

… والله المعين.