IMLebanon

يا شعب لبنان العظيم لا أمل عندنا ولا مستقبل لنا. ولا حول ولا قوة

 

قرأت وليتني ما قرأت. وصدمت وفوجئت، وصعقت، فأعصابنا لم تعد تتحمل الصدمات والصعقات. ومع أني لم أفاجأ بالموضوع والمسألة. فهي وهو حديث الساعة، انما فوجئت بالأرقام.

الموضوع هو الفساد، والمسألة هي تداعيات هذا «السرطان» الذي أصاب، صميم، الضمير، والأخلاق، والحس الوطني، لدى الطبقة السياسية، التي تحكم هذا البلد. سرطان أصاب ضمائر الرعاة. وسرطان أصاب أجساد الرعية.

الأرقام لا تصدّق. مع أنها صدرت، ونشرت، في صحف عالمية، متزنة، ومراكز دراسات محترمة. عشرة مليارات دولار سنوية، تهدر. كما النفايات في نهر الليطاني وكما المياه الآسنة في البحر الأبيض المتوسط. الذي لم يعد أبيضَ، ولا أزرقَ بل أغبرَ كوجوههم.

من اين نبدأ? صدفة انتشلت من مكتبتي مجلة يعود تاريخها الى ثلاثين عاماً. «الشراع» 12 كانون الأول 1988. لأقرأ: إن ١٧ ألف برميل من النفايات الكيمائية التي استوردت من إيطاليا، اعيد منها سبة آلاف برميل فقط. والباقي تمت صفقة بشأنها وبقيت في لبنان…إلخ» بقيت لتدخل المياه الجوفية. وتسألون لماذا لبنان متسرطن? القصة بدأت، منذ عقود وتابعت وإستمرت وستستمر الأغذية مسرطنة، والمياه مسرطنة، والأخلاق مسرطنة. الحكام فاسدون، والشعب حوله الخنوع والتعصب والذل الى فاسد .

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم، فأقم عليهم مأتماً وعويلاً. ليس لنا إلا أن نقيم مأتماً. ونبكي على حالنا.

حكام يتقاسمون الثروات والمناصب. وشعب يصفق لهم وبالروح وبالدم نفديك يا زعيم – أصلاً هل لم يزل هنالك روح ودم. لدى شعبنا ليفدي به الزعيم وعائلته؟

لنستعرض الشعارات والتسميات. بدءاً بشعب لبنان العظيم الذي سماه فخامة الرئيس صادقاً. اين العظمة؟ عفواً ذهبت العظمة، وبقيت العضمة يتلهى بها، ويحاول سد رمقه.

آسف لا أمل. (بالإذن من حركة أمل). ولا مستقبل (عفواً تيار المستقبل). ولا لبنان القوي، ولا جمهورية قوية. بالإذن من السادة أصحاب هذه الشعارات.

يا شعب لبنان التعيس. لقد آن الأوان لكي نفهم أن لا أمل بقيام الدولة في لبنان، فالسلطة لا يمكن ان تصبح دولة. فالدولة مقومات. أولها احترام الدستور، وتطبيق القانون على الكبير قبل الصغير. الموانع رددناها مراراً،  إذا قامت الدولة،  ماذا يبقى لأمراء الطوائف، إذا انتقل الناس من حضنهم الى حضن الدولة.

التخويف، من الآخرين والتجويع يجعلهم يتقوقعون تحت أقدام الزعيم. الطبابة يلزمها واسطة. ولا تعطى إلاّ بمقدار، قياسه الولاء والاستزلام. الوظائف بواسطة، وبناء على لوائح قياسها عدم الكفاءة افهموا واسمعوا وعوا.

إذا كان وطننا لم يسقط بعد في الهاوية. وباقياً على شفيرها. فقط لأن مصالح الدول الكبرى المعنية بما يجري في العراق، وسوريا، وفلسطين، بحاجة الى منصة سياسية، وإعلامية، ولوجستية، واستخباراتية لا تتوفر إلا في هذا البلد. وهنالك مليون ونصف لاجئ ونازح سيركبون البحر في حال الانهيار، وأوروبا لديها فوبيا النازحين.

فبقي لبنان في العناية الفائقة. لن يموت، اطمئنوا. ولن يشفى لا تأملوا. فقيام الدولة سيقلّم أظافرهم ويمنع تدخلهم. أعني الدول التي تسعى إلى مصالحها.

ومن الآن الى حينه تجمعوا يا شباب لبنان على أبواب السفارات وعودوا خائبين. واعتقد جازماً ان لو فتحت لما بقي أحد من سكان هذا البلد سوى النازحين، واللاجئين، والمسنين، والمرضى والخائبين.

عفواً نسيت السارقين الذين لا حدّ لغيهم، ولا عقاب على فعلهم.

رحم الله فؤاد شهاب حاول بناء دولة. فعارضوه واحبطوه. يكفيه فخراً أنه حاول. ومات فقيراً على Lit de Comp (سرير عسكري)

فؤاد شهاب دخل التاريخ وهم أي مستوعب سيدخلون؟