IMLebanon

انقذوا وطنكم من جهنّم وبئس المصير؟!

 

أما آن الأوان أن تكفّوا عن ألاعيبكم السياسية وتتخلّوا عن طغيانكم واستبدادكم الذي أوصل البلاد إلى النهايات والى النكبات والكوارث، أما آن الأوان أن ترحموا الإنسان في هذا الوطن المبتلي بكم وبمصالحكم ومصالح زبانيتكم.

 

لقد اعتادت الزمرة الحاكمة والمتحكمة في البلاد والعباد استخدام سلاح الفراغ قاتل الأوطان ومهجّر الشعوب والذي يزيد خطره أسلحة المدافع والراجمات وقذائف الطائرات، لقد جعلتم من الفراغ في الحكم والحكومات سمة من سمات لبنان الجميلة التي تغنّى بها ولها المواطنون اللبنانيون وكل الذين أحبوا لبنان وساعدوه وعاشوا مع استثماراتهم فوق ترابه وأودعوا أموالهم في مصارفه وأرسلوا أبناءهم إلى مدارسه وجامعاته ومرضاهم إلى مستشفياته وأطبائه وحضروا مع عائلاتهم إلى أسواقه الشهيرة للشراء، فازدهرت حركة البيع والشراء والتصدير والاستيراد، وبات مطاره الدولي ومرافئه في بيروت وطرابلس وصيدا وصور وجونيه وفي مناطق أخرى لبنانية مواقع لحركة اقتصادية وتجارية ناشطة ومزدهرة. لماذا تحوّلون الوطن الغالي على شعبه إلى موت سريري تتندّر بموته دول غربية وشرقية ووزير خارجية فرنسا وصف مصيره بمصير سفينة التايتانيك التي غرقت بسبب سوء قيادة قبطانها المتعجرف والغبي وغير المؤهل أصلا لقيادة سفينة تحمل الآلاف من البشر وكان مصيرها الغرق وموت كل من عليها.

 

لماذا جميعكم أيها المتحكمون بمصير البلاد والعباد تعودون بنا إلى الفراغ عند كل استحقاق دستوري رئاسي لانتخاب رئيس لجمهورية البلاد وحكومي لرئاسة الحكومة، وتتنازعون الوزارات محاصصة بينكم ووزعتموها طوائفية ومذهبية لمصالحكم؟ لماذا تكررون تجربة الفراغ القاتل عند كل استحقاق خروجا عن الدستور والقوانين وعن صفات الحكام الشرفاء الحريصين على وطنهم والحريصين على أمانة المسؤولية، ومسؤولية الأمانة وعلى القسم الدستوري وحفظ العهود والوعود وعلى حفظ إنجاز التحرير الوطني الكبير؟! هل توقفتم بالحساب والمحاسبة لحجم الأضرار والخسائر والتخريب والدمار لكل ما تأتّى وخلّفه الفراغ؟ هل كان يستحق لأي كان تعطيل البلاد والدولة والمؤسسات سنتين ونصف السنة أو أكثر أو أقل؟ هل عوّض هؤلاء الذين تعطّلت دورة الحياة لأجلهم شيئا للوطن وما زالت التجربة الرئاسية الأخيرة للفراغ التى أخذت البلاد الى جهنم والى الانهيار والفساد والافساد، لقد أضعفتم الولاء الوطني لدى المواطنين الذي تفتقدونه أنتم واستبدلتموه بولاءات خارجية ولحسابات مصالح ودول أجنبية أصبحت التبعية للخارج هدفكم ومسعاكم ولا أدنى اعتبار لوطنكم أن ما زلتم تعتبرونه وطنكم وعند هذا الاستحقاق لانتخاب رئيس جمهورية للبلاد، كم سيطول فراغكم هذه المرة ألا يكفي تحويلكم الوطن إلى مشاعات لحسابكم، والدولة إلى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية وعنصرية وطيّفتم الشعب تأمينا لمصالحكم، اتقوا الله في البلاد والعباد الوطن ليس ملعب لكرة القدم تتسلّون به وتلعبون به وتحوّلونه مما كان فيه وتغنّى به الشعراء: لبنان يا قطعة سماء، الى جهنم وبئس المصير.

تجوبون العالم بطائراتكم ومع عائلاتكم سياحة وسيرانا، وأموالكم المنهوبة أصلا من الشعب ومن ثروات الوطن محفوظة لكم ومخبأة في بنوك سويسرا ودول الغرب في حين مارستم الحجر والحجز على أموال المودعين في بنوك وطنهم في أخطر عمليات سرقة موصوفة لم تعرفها الأنظمة الشيوعية وأنتم ومن في حمايتكم لم يطلكم قانون ولم يقترب منكم قضاء ولا أحد يحاسبكم وأنتم تحاسبون الشعب وتقتلون روّاده وتفجّرون قياداته بأبشع جرائم العصر وهذه جريمة تفجير المرفأ وتداعياتها من ضحايا وتدمير وخراب خير دليل وما زال السكوت عليها وعنها قائما وأغلبكم يعرف من جاء بها وأخفاها سنوات لحين جاءت لحظة تفجيرها، ونسأل متى تأتي لحظة إنقاذ وطنكم من جهنم وبئس المصير؟!

 

وأخيرا، على حكومة تصريف الأعمال رئيسا ومجلس وزراء الذي عهد إليهم الدستور الذي هو سيد القوانين وناظم الحياة لدى الدول والشعوب ممارسة صلاحية رئيس الجمهورية اثر الشغور الحاصل، فالمشروع الدستوري هدف أن لا يكون فراغ بمسار الدولة وأي كلام آخر مهما كثرت التبريرات والاجتهادات المتصادمة فإنها تأخذ البلاد والعباد إلى الفوضى، وكثيرون هم من أنصار الفوضى لأن ساعة منها يرونها أفعل من حدوث ثورة وصولا لمآربهم.