IMLebanon

إنعكاس المصالحة في «الفروع الثانية»… الحجَج تبخّرت أَعيدوا الانتخابات الطالبية

منذ أكثر من 7 سنوات وطلّابُ الجامعة اللبنانية ممنوعون من العمل السياسي عموماً ومن الانتخابات الطالبية تحديداً. «أوضاع البلد ما بتِسمح»، «الشباب مشحونين»، «ما بَدنا ضربة كفّ»… مبرّرات الأمس ما عادت تُقنع طلّاب اليوم الذين يبدون أكثرَ حرصاً على إعادة الحياة السياسية إلى كلّياتهم، معتبرين أنّ «الحجج» تبخَّرَت بعد ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع رئيسَ تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، فما عاد «للكفّ مطرح».

وسط أجواء ديموقراطية تنضَح تنافسيةً، يواصل طلّاب الجامعات الخاصة انتخابَ مجالسهم التمثيلية وهيئاتهم، من دون أيّ خلاف يُذكر، مؤكدين أنّ بوسعهم النجاح حيث فشلَ معظم سياسيّي لبنان في حماية المؤسسات الدستورية ودرءِ الفراغ عنها.

وعلى رغم أنّ السياسة من «المحرّمات» في «اللبنانية» حاولَ الطلاب الحزبيون على اختلاف انتماءاتهم، البحثَ عن بديل لزملائهم خارجَ جدران الجامعة، كالدعوة إلى محاضرة، أو توزيع بيان… إيماناً منهم بأهمية الحياة السياسية في المرحلة الجامعية استعداداً للاستحقاقات الوطنية الأكبر.

ما الذي تَبدّل؟

حسَم التقارب السياسي بين معراب والرابية موقفَ معظم طلّاب «اللبنانية» في الفروع الثانية، «ما عُدنا نريد موقف المتفرّج». إذ يُجمعون على أنّ اللحظة السياسية تاريخية، وهي فرصة ذهبية يمكن توظيفها في خدمة الدفاع عن أحقّية مطلبِهم في حياة ديموقراطية سليمة.

«لا خوف بعد الآن من حصول إشكالات»، يؤكّد رئيس مصلحة الطلّاب في «القوات اللبنانية» جاد دميان، مشيراً إلى «زوال الحجّة الرئيسة لمنع الطلّاب مِن خوض تجربة الانتخابات».

وأوضَح لـ«الجمهورية»: «آنَ الأوانُ لحياة سياسية ديموقراطية في الفروع الثانية، نظراً إلى أنّ عدداً من الفروع الأخرى، لم تنقطع عن ممارسة أنشطة سياسية تحت ذرائع مختلفة، لذا نطالب بإعادة الضوء الأخضر للنشاط السياسي، لِما ينطوي عليه من أهمّية تثقيفية للشبّان، وحَضّهم على المشاركة في الانتخابات البلدية، النيابية، والنقابية… سواءٌ على مستوى الترشّح أو الاقتراع».

وأسفَ دميان للوعود الفارغة: «منذ سنوات نسمع: هذا الشهر، والشهر المقبل، من دون أيّ نتيجة فعلية، ولكنْ بعد أمس الأوّل بِتنا أكثرَ اقتناعاً في المضيّ قدُماً بمطالبتنا»، كاشفاً «أنّ خطوات ميدانية باتت على نار حامية في اتّجاه إدارة الجامعة ورئيسها، وإذا لزم الأمر لن نتردَّد في القيام بأيّ تحرّكات احتجاجية لإعادة الانتخابات الطالبية، لأنّ غياب هذا الاستحقاق جريمة بحقّ الطلّاب».

أمّا بالنسبة إلى التحالفات، فيُؤكّد دميان «أنّ التقارب السياسي لا يعني بالضرورة تحالفاً بين اللوائح الانتخابية إنّما يعني إتفاقاً على العناوين العريضة، وقد نخوض معركة حيث المنافسة الإيجابية، وسنتحالف حيث يجب، ولكنّ الحجّة الأساسية زالت».

لا لاعتبارنا «مشكلجية»

من جهته، يدعو مسؤول قطاع الشباب في «التيار الوطني الحر» أنطون سعيد للنظر إلى الاستحقاقات التي تجرى على نحوٍ حضاري في الجامعات الخاصة قبل التقارب العوني – القواتي، قائلاً لـ«الجمهورية»: «قبل ترشيح جعجع لعون، لم تشهَد الانتخابات أيَّ مشكلة تُذكر، فكيف بالحريّ بعد هذا الانسجام؟

لذا، أكثر من أيّ وقتٍ مضى لا بدّ من تكريس الأجواء الديموقراطية، وإذا كان فعلاً حرمان طلّاب «اللبنانية» من النشاط السياسي يُعتبَرحِرصاً على سلامتهم، فمَا عاد للخوف مطرح، إلّا إذا كانت النيّة غيرَ ذلك».

وأوضَح سعيد «أنّ التقارب الطالبي بين «القوات» و«التيار» يعود إلى ورقة «إعلان النوايا»، وقد انعكسَ ذلك تعاوناً بين الفريقين، لذلك فإنّ الأجواء مؤاتية لفتحِ أبواب السياسة في كلّيات الجامعة اللبنانية وسط أجواء ديموقراطية بعيداً من الذبذبات».

وأكّد أنّ «مِن حقّ الطالب سنة 2016 أن يتمرّسَ على الحياة السياسية ويمارس حقّه الديموقراطي، لذا نُجَدّد المطالبة بإجراء الانتخابات في أهمّ صَرح وطني خدمةً لمستقبل هذا البلد ولعدم التلطّي بأنّنا «مشكلجيّة»».

لا شكّ في أنّ طلّاب اليوم هم قادة الغد، ولكنْ من المعيب أن نسمع أصواتاً سياسية تُطالب بخفضِ سِنّ الاقتراع إلى 18 سنة، فيما يعجَز الطالب في «اللبنانية» عن اقتراع مَن يمثّله، فمنذ متى يُبنى الوطن وفق المقاس؟