IMLebanon

على كف عفريت

دخلت البلاد إعتباراً من اليوم السبت في عطلة عيد الأضحى المبارك، ومعها دخلت أيضاً السياسة في عطلة مماثلة لكنها قد تمتد حتى عودة رئيس الحكومة من نيويورك حيث يُشارك في اجتماعات الدورة العادية للأمم المتحدة بإسم لبنان.

وهذه العطلة تنسحب بدورها على الحكومة التي تعاني من أزمة عميقة تُهدّد مصيرها في حال استمر التيار الوطني الحر في مقاطعته لها وإصراره على ربط الميثاقية بالتمديد أو عدمه لقائد الجيش العماد جان قهوجي واضطرار حزب الله ومعه تيّار المردة إلى التضامن معه بالرغم من حرصه على بقاء الحكومة بوصفها المعقل الدستوري الأخير المتبقي من المؤسسات التي تتشكل منها الدولة وهي رئاسة الجمهورية الشاغرة منذ سنتين ونصف ومجلس النواب الممدّد له خلافاً للأصول والمشلول بدوره منذ الشغور في رئاسة الجمهورية والقضاء المتعثّر في القيام بواجباته بسبب الضغوط السياسية والوضع السياسي العام المأزوم، على حدّ التعبير الذي استعمله وزير الداخلية في جلسة مجلس الوزراء التشاورية التي انعقدت لكي تثبت عملياً وليس نظرياً أن الميثاقية ما زالت موجودة، ولم تتأثر في غياب مكوّنين أو أكثر من المكوّنات عن الجلسة.

وليس صحيحاً ما قيل من أن غياب أو مقاطعة حزب الله جاء مراعاة لخاطر التيار الوطني الحر، وحرصاً منه على استمرار التضامن فيما بينهما، فحسب، بل أنه (الحزب) سيجد نفسه بعد انتهاء العطلة الطويلة مضطرا إلى الخيار بين حرصه على بقاء الحكومة واعتباره خطاً أحمر وبين استمرار تحالفه مع التيار الوطني الحر الذي كما تشي مواقفه التصعيدية بأنه لن يتراجع وسيستمر في التصعيد لإسقاط الحكومة قبل أن تتخذ قرار التمديد لقائد الجيش، علماً بأن القانون ينيط بوزير الدفاع مهمة توقيع قرار التمديد، وهو لن يتوانى عن اختيار استمرار تحالفه التيار على حساب مصير الحكومة التي تشكّل بالنسبة إليه غطاءً شرعياً في ظل تكثيف المشاورات والاجتماعات الأميركية – الروسية للوصول إلى تسوية سياسية في سوريا تُنهي النزاع العسكري بين النظام والمعارضة.

غير أن بعض التحليلات تذهب خلاف ذلك وتميل إلى الاعتقاد بأن حزب الله لن يذهب مع التيار الوطني الحر إلى حدّ التضحية بالحكومة، وتعتقد بأن قرار المقاطعة لمجلس الوزراء الذي اتخذه هو من أجل إعطاء فرصة للتيار لكي يعود عن قرار المقاطعة ويتخلى عن فكرة تطيير الحكومة آخذاً في الاعتبار الظروف التي يمر بها حليفه حزب الله في ظل استمرار المفاوضات الأميركية – الروسية من أجل التوصّل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة السورية والدخول في مرحلة جديدة يُشكّل حزب الله جزءاً منها، وهنا يبرز السؤال أين تكمن مصلحة التيار في هذا السباق الأميركي – الروسي وهل يبقى لمرشحه أي حظوظ في الوصول إلى قصر بعبدا أم أن هذه الحظوظ تنتفي كلياً خصوصاً وأن كل المفاوضات بين الأميركيين والروس تدور أو تتوقف حول مصير بشار الأسد وما إذا كان سيكون له أي دور في المرحلة الانتقالية أو في ما بعدها.

في مطلق الأحوال الوضع الحكومي كما وصفه وزير الداخلية مأزوم، والرئيس تمام سلام ليس مستعداً للبقاء في ظل استمرار هذا الوضع كما عبّر في جلسة المشاورات.