IMLebanon

… عندها لن يكون لبنان!

 

 

عاش المسيحيون بألمٍ شديد انتقالهم من الجمهوريّة الاولى إلى الجمهوريّة الثانيّة لأنهم لم يقدّروا حجم المكاسب الوطنيّة التي حققها اتفاق الطائف، خصوصاً من ناحية إقرار المسلمين بنهائية الكيان اللبناني للمرّة الاولى في تاريخ لبنان المعاصر.

عبّروا عن “ألمهم” مرّات عديدة بدءاً بمقاطعة انتخابات

الـ 1992 وصولاً الى نداء مجلس المطارنة في ايلول 2000.

خصّوا الرئيس رفيق الحريري أكثر من غيره باعتراضهم بوصفه “الوريث” الظاهر لنفوذهم، بحيث وضع يده على الاقتصاد والمال ناهيك عن العلاقات الخارجية والسياسة والنفوذ “المدني” الذي تسامح به النظام السوري لمصلحة الحريري تاركاً النفوذ “العسكري والأمني” من اختصاص فريق “حزب الله” والجيش.

لم يكترث المسيحيون لتعاظم نفوذ “حزب الله” بسبب بعده الجغرافي عن مناطق تواجدهم، ما عدا في جرد جبيل، وبسبب ابتعاد الفريق الشيعي المتمثل بـ “حزب الله” عن مجال الاعمال والمال والمصارف الذي يشكّل المساحة المشتركة مع المسيحيين.

وتظهّرت خسارة المسيحيين لنفوذهم وكأنها ربحٌ للفريق السنّي دون سواه.

انتخب الرئيس اميل لحود من اجل “اصلاح” هذا الخلل الهندسي وعرض على المسيحيين معادلة صافية: “الولاء لحافظ وثم لبشار الاسد مقابل مزيد من النفوذ للمسيحيين في لبنان”.

ذلك بحجّة التعويض على “خسارتهم ” في الطائف!

يكررّ اليوم الرئيس ميشال عون العرض نفسه:

“الولاء لإيران ولسلاح حزب الله مقابل مزيد من النفوذ للمسيحيين في لبنان”!

الحجّة نفسها وهي “التعويض” عن خسارتهم في الطائف.

في المضمون ترتكز معادلة لحود وعون على نقطة جوهريّة:

التحالف مع سلاح غير لبناني بدلاً من التحالف مع الشريك الداخلي.

ورافقنا رئيس “الاشتراكي” وليد جنبلاط في مواجهة المعادلة الاولى،

لا تتركوه وحيداً في مواجهة المعادلة الثانية!

وعندما تكون اعادة التوازن الاسلامي المسيحي في الدولة انتهازيّة واضحة،

وشأناً يتناقض مع سبب وجود الموارنة في لبنان اي الحريّة:

عندها لن يكون لبنان!