IMLebanon

مظلومون

 

إنه ظلم مزدوج. ظلم يمارسه جيلنا على الذات وعلى جيل السلطة منذ مطلع التسعينات حتى اليوم. طبعاً تسعينات القرن العشرين الماضي هذا القرن، الذي ذهب آخذاً معه آخر ما كان قد تبقى من قيم ومبادئ، والذي أفرز مجموعة من القيادات – الأعلام ليس فقط في لبنان بل أيضاً في المنطقة والعالم أجمع. وليس فقط في السياسة بل أيضاً في الاجتماع والفنون و…

 

إننا نظلم أنفسنا عندما نرانا نرفض ما حولنا، أو أقلّه لا نتقبله، ولكننا لسنا حياديين ازاءه. ولا يقنعنا هذا الجيل السياسي – الاجتماعي الذي أنتجته مرحلة العقود الثلاثة الأخيرة.

 

وكي لا يبقى الكلام في العموميات نود أن نطرح بضعة أسئلة، من دون أن ننتظر عليها أجوبة، ولعلنا لا نتوقع تلك الأجوبة!

 

في السياسة اللبنانية نسأل: أين أمثال كميل شمعون وكمال جنبلاط وصائب سلام وبيار الجميل  وسليمان فرنجية وصبري حماده وريمون إده ورينيه  معوض وكامل الأسعد ورشيد كرامي ومجيد أرسلان وفؤاد بطرس والأب سمعان الدويهي وفيليب تقلا وعبد الله اليافي وحميد فرنجية؟

 

وفي السياسة الإقليمية والدولية نسأل أين جمال عبد الناصر والملك فيصل وجواهر لال نهرو وجوزف بروز تيتو وشارل ديغول وفرنسوا ميتران وجون كيندي ودوايت أيزنهاور وخروشوف وإديناور  وأنديرا غاندي.

 

 

وفي الفن (… أمدّ الله بعمر العظيمة فيروز) أين وديع الصافي وصباح وأم كلثوم وأسمهان وزكي ناصيف وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب والأخوان رحباني ونصري شمس الدين ونور الهدى وليلى مراد وسيد درويش؟…

 

في الشعر والأدب أين الأخطل الصغير (بشارة عبد الله الخوري) وأحمد شوقي وأمين نخلة وسعيد عقل وحافظ إبراهيم ويوسف إدريس وخليل مطران وبدوي الجبل وإيليا أبو شبكة وتوفيق الحكيم وعمر أبو ريشة ونجيب محفوظ ومارون عبود وإحسان عبد القدوس وأسعد السبعلي وميشال طراد؟…

 

واللائحة تطول بما لا تستوعب هذه العجالة الأسماء الكثيرة خصوصاً في مجال الأدب والشعر  الذي قصرناه على بعض اللبنانيين والعرب!

 

إنه زمن الرداءة في كلّ ما للكلمة من معنى ومدلول و… تأثير! إنه الزمن الذي لا شك في أنه يتفوق في مجال العلوم ولكنه «يتفوق» كذلك في مجال الموت إن في انتاج الأسلحة الفتاكة أو في إفقاد الحياة معانيها السامية ما يؤدي الى ارتفاع هائل في نسبة الانتحار في بلدان العالم قاطبة! وهو الزمن  الذي سقطت فيه القيم والمبادئ وبات الإنسان رقماً والمرأة سلعة في سوق نخاسة مروّعة ومخيفة… بالرغم من الادّعاءات الكاذبة حول المساواة!

 

وأخطر ما في هذا الجيل الحقد الذي بات شيمة أهل السياسة من أصغر متعاطي سياسة عندنا الى ذلك الراعي البقر المتفلت من كل منطق ومبدأ  دونالد ترامب.