IMLebanon

يُصرّون على تشويه صورة السيّد المسيح

بعيدا عن الضوضاء والصراع  والتنافس بين المحطات التلفزيونية اللبنانية لاظهار «الانا المهنية» حيث تتراشق تلك المؤسسات على مرأى من جمهور عريض من مختلف الاديان والطوائف والمذاهب اذ لا يكفي التجارة والصفقات التي تجرى تحت شعار الحفاظ على حقوق الطوائف .

فيلم Jesus مازالت مشاهده واحداثه تتفاعل داخل المجتمع المسيحي الذي اعتبرت شريحة كبيرة منه انه يحتوي على مغالطات وتحريف لما ورد في الانجيل وعلى اثره شنت الهجمات الكلامية على المحطة التي عرضته وعلى المركز الكاثوليكي للاعلام ورئيسه الاب عبدو ابو كسم ولكن بغض النظر عن الاتهامات التي طالتهما لا بد من قراءة تحليلية لمضمون هذا الفيلم الذي رأى فيه البعض انه يظهر الطبيعة الانسانية للمسيح في حين ان البعض الاخر اعتبر انه انتقاص من الوهيته.

من هنا كان لا بد من الحصول على تشريح لاهوتي لهذا العمل وبالطبع لا بد من الاستنارة بمعلم لاهوتي كبير البروفسور الاب يوسف مونس الذي رغم انه لم يتسنى له متابعة الجدل الذي حصل ومضمون الفيلم الا انه اوضح لـ«الديار» بعض النقاط الاساسية التي لا يمكن تجاوزها عند تجسيد حياة المسيح في اعمال سينمائية ومما اكد عليه البروفسور مونس ان الصورة في حياة الناس وبتفكيرهم عن المسيح لا يحق لاحد ان يكسرها  والتي تتلخص بالجمال الحب الخير السلام الفداء المغفرة للاعداء لذا لا يجب ان يتم الباسه حالة غرامية وهو بعيد عن الواقع لانه لم يذكر في الاناجيل من هنا نتساءل عن المراجع التي استندوا اليها لانتاج هذا العمل هل هو تحليل نفساني بالطبع هذا خطأ كبير فلم يتم ذكر ما ورد في الفيلم عند الاباء ولا في التقاليد ولا بد من الاشارة الى انه بعد القيامة ذكر الانجيل ما قامت به مريم المجدلية حين ارادت الاقتراب من المسيح لتعبر له عن فرحها لكنه قال لها «لا تلمسيني».

وبناء على الجزء اليسير الذي اضطلع عليه يرى البروفسور يوسف مونس  انه لا يحق لاحد ان يكسر صورة المسيح البهية في عقولنا وبصورنا لان من قدم الفيلم لم يقم ببحث لاهوتي نقدي للنص وللتاريخ وللحضور على الارض والمسافات التي كان فيها المسيح لافتاً الى ان فيلم «يسوع الناصري» للمخرج الايطالي فرانكو زيفيرللي وهو من اجمل الافلام التي تناولت حياة المسيح بصورة رائعة لذا لا يمكن ان نقدم اليوم امر مغاير لحقيقة ما ورد في الانجيل ونرفض المساس بشخص يسوع المسيح.

كما  اشار البروفسور مونس الى عدد من المحطات التي وردت في الانجيل والتي تظهر الطبيعة الانسانية ليسوع المسيح عندما تأخر في الوصول الى منزل مرتا ومريم  بعد وفاة شقيقهما ووجهوا اليه العتب كما ان صلاته في بستان الزيتون الذي قصده وحيداً قبل الصلب وطلب حينها من الرب ان يبعد عنه هذا الكأس حيث تجلى خوفه وتصبب عرقاً وكذلك حين كان على الصليب ونادى والده قائلاً «لماذا تركتني» وبالطبع لا يمكن اغفال محطات اخرى تظهر هذه الطبيعة لاسيما عندما رأى تلاميذه وهم يغطون بنوم عميق قبل يوم من صلبه حيث غضب من هنا التأكيد على عدم تخيل اموراً تخرج عما ورد في الانجيل وحتى شهادات الاباء.