IMLebanon

هكذا تقرأ قيادات 14 آذار الحملة على الفساد

 

لم يتوقع سعد الحريري وهو يدخل السراي مجددا بعد جدل وخلاف استمر لـ9 اشهر على التمثيل والحصص في الحكومة ان تواجه الحكومة الثانية للعهد كل هذه الاثقال وهي في بداية مسيرتها الحكومية مما ادى الى انطلاقة متعثرة لم تكن في الحسبان خصوصا ان رئيس الحكومة باعتراف خصومه وحلفائه قدم تضحيات وتنازلات لانجاز الحكومة كان اصعبها على رئيس تيار المستقبل التضحية بالمقعد السني لصالح اللقاء التشاوري الفريق المناوىء لرئيس الحكومة في الانتخابات النيابية .

 

مسلسل الانتكاسات في الايام الاولى للحكومة بدأ مع الاشتباك السياسي في مجلس الوزراء حول موضوع النازحين ولا يزال ساريا في الكواليس وان دخل مرحلة التهدئة بين الفريق الرافض لعودة النازحين تحت ستار خدعة التطبيع مع النظام السوري والفريق الذي يعتبر النازحين قنبلة موقوته لم يعد لبنان قادرا على تحمل تبعات النزوح السوري ولا يرى مانعا من التواصل مع النظام لحل المشكلة.

 

اللغم الثاني الذي انفجر في وجه رئيس الحكومة كان الطعن بنيابة ديما جمالي الذي صدم تيار المستقبل كونه اختار الطعن من بين سبعة عشر طعنا وان كان الطعن صب لصالح المستقبل بعدم اعلان نيابة مرشج المشاريع الفائز على جمالي بعدد قليل من الاصوات، فالمستقبل اعتبر الطعن موجها ضده ورسالة سياسية له بهدف احراجه، وقد تسبب الطعن الدستوري بانفجار عدة اشكاليات حول شكل خوض الانتخابات وقد برزت قضية استقالة النائب محمد كباره افساحا في المجال لنجله كريم لتحرج رئيس الحكومة لما يمثل كبارة الذي حصل على عشرة آلاف صوت تفضيلي على الساحة الطرابلسية فخوض معركة مقعدين ليس في توقيته ومكانه الصحيح فاذا ما ترشح نجل كباره فان مرشح المستقبل «جمالي وكبارة الابن» لن يحظيا بتأييد ماكينة ميقاتي والصفدي مما سيعطي فرص الفوز للمرشح اللواء أشرف ريفي الذي يتوجس رئيس تيار المستقبل من ترشحه.

 

المأزق الاكبر الذي يربك المستقبل هو فتح الملف المالي الذي اثاره حزب الله ليتبين ان المقصود في حسابات الـ 11 مليارا هو الرئيس فؤاد السنيورة وهو الامر الذي رد عليه السنيورة بمؤتمره الصحافي الطويل مفندا الارقام بدون ان يخلو الامر من هجوم سياسي عنيف على حزب الله خلط به السياسة بلعبة الارقام لينفذ السنيورة من مقصلة الاتهام كما تقول اوساط في فريق 8 آذار .

 

فتيار المستقبل يعتبر القضية انتقائية تستثني الحكومات السابقة التي صرفت اموالاً من خارج الموازنات متهما حزب الله بتعطيل المؤسسات وزيادة اعباء خزينة الدولة.

 

واذا كان حزب الله قام بمباغتة الحريري ومفاجأته بالتعرية السياسية بعد ستاتيكو تهدئة طويل بينهما فان تيار المستقبل بقيادته كما تقول اوساط في فريق 4ا آذار لن يتركا فؤاد السنيورة برمزيته السياسية وحيدا في المعركة التي يعتبرها المستقبل ايضا استهدافا مباشرا له، وهكذا شاركت النائبة بهية الحريري رغم الجفاء السابق بينها وبين السنيورة في المؤتمر وجلست الى جانب قيادات 14 آذار وابرزهم الوزير مروان حمادة وغازي العريضي ونواب المستقبل مما يفسر بانه دعم لرئيس الحكومة السابق المتهم من فريق سياسي بهدر المال العام.

 

من هنا تقر الاوساط ان الحملة على السنيورة تستهدف بشكل كبير الحريرية السياسية والتصويب على السنيورة يصيب ايضا سعد الحريري وقد اعتبرت كتلة المستقبل ان الحملة تستهدف المشروع الاقتصادي للرئيس الشهيد رفيق الحريري ولم ينف السنيورة وقوف «الرئيس سعد الحريري الى جانبه» كما قال في المؤتمر.

 

وتعتبر قيادات في 14 آذار ان ما قصده حزب الله في حملة الفساد التي باشرها ضد السنيورة ومن ورائه المستقبل ان ينقل معركته من البندقية الى السياسة ليقول للبنانيين انه يحميهم من الفساد وسرقة المال العام وانه يقول الامر لي في السياسة متكلا على حجمه النيابي الجديد وتمثيله في الحكومة باكثر من 16 وزيرا من الوزراء من الخط السياسي نفسه مما يتيح له اخضاع اخصامه والتشويش على قدراتهم.

 

بالنسبة الى قيادات 14 آذار هناك من يعيد عقارب الساعة السياسية الى الوراء عبر فتح دفاتر الحساب والاساءة الى مسيرة رفيق الحريري لتغطية ما يريد فعله مستندا الى القوة الفائضة لديه، وهو يفتش عن المشكلة (الفساد) في غير مكانه الصحيح.

 

الهجوم والتكتل السياسي من جديد لـ 14 آذار تعتبره اوساط في فريق 8 آذار منتظرا ومتوقعا فطريقة ادارة اللعبة السياسية في البلاد اصبحت مختلفة حيث يقف حزب الله الى جانب رئيس الجمهورية الذي يسانده في المعركة ضد الفساد بشعار الاصلاح والتغيير وبدون شك فان هناك معركة احجام واوزان ولكن اطلاق حزب الله المعركة ضد الفساد سيوفر على الاقل عدم حصول تجاوزات وارتكابات في المستقبل ويعني ان الملف المالي خاضع للمراقبة طالما هو ممثل في السلطة التنفيذية.