IMLebanon

زَمَن…

 

بضعة مشاهد استثارت انطباعات  راوحت بين الخوف والقرف والاستنكار  والسخرية،  وكم كنا في غنى عنها:

 

1- الخوف- أثار مشهد أرتال السيارات تتجمع حول محطات المحروقات  بحثاً عن المادة الملتهبة  الخوف لأن المواطنين  استعادوا في الذاكرة المثقلة بالهموم الأيام السود يوم التدافع للحصول على ليترات معدودة من البنزين والمازوت. ولقد كان لافتاً أن هذا المشهد المستجد لم يكن بريئاً. فهل هناك شائعة  مغرضة  مثل هذه لا يعرف مطلقها مدى حساسية هذه المسألة لدى المواطن اللبناني الذي لم يُشفَ بعد من ذكرياتها الأليمة… فهل طلع السيّد هادي أبو شقرا (مستشار شركات مستوردي المحروقات) بهذه «الخبرية» من عندياته؟ وهل يتحمل تداعيات «خبريته» بما فيها بعض الإشكالات أمام خراطيم المحطات كما حصل في خلدة على سبيل المثال؟

 

2- القرف – ما جرى من نكتة سخيفة، مقززة مع الرئيس المستقيل للاتحاد العمالي العام، وتناولناه في عجالة يوم أمس في هذه الزاوية، وما لا نريد الرجوع إليه. وهو ما أثار غضبة اللبنانيين في أطيافهم كافة، وأيضاً قرفهم من هذا المستوى المنحط.

 

3- الاستنكار – ما يحصل في الشارع من تصرفات لا يقبل بها أحدٌ ولا يُعرف كيف استُدرج قدامى العسكريين إليها خصوصاً محاولة «التقدم» الى… (وقيل اقتحام) السراي الكبير فيما كان مجلس الوزراء مجتمعاً  هناك.

 

ونود أن نهمس في أذن (أو آذان) من أو الذين يقودون حراكهم أنّ ما يشفع بهم أن يكون ما جرى ابن ساعته وليس مدبراً في ليل. فهؤلاء القدامى (ولهم منّا كل المحبة) يجب ألا ينسوا أنهم أبناء مدرسة الشرف والتضحية والوفاء.

 

وأنهم ليسوا في الغوغاء ويجب ألاّ يكونوا فيها حتى لو شعروا بظلم، إذا كان ثمة ظلم حقيقي. وأن تعاطف الناس معهم يجب أن يستمر قياساً ليس فقط الى ما يطالبون به ويعتبرونه حقاً وحسب، بل كذلك الى ما يصدر عنهم من أقوال وتصرفات. ونحن  الذين عرفنا المؤسسة الوطنية الكبرى عن قرب، وأحببناها، وأعطيناها في المسؤولية الإعلامية ومسؤولية التدريس في المدرسة الحربية (الفياضية) نعترف… نقول لهم: حذار أي تصرف يفقدكم محبة الناس…

 

4- السخرية – حدّ علمنا أنّ التدخين في لبنان ممنوع. وأن هناك قانوناً صارماً (… إذا نفذ) في حق من يخرقه. فكيف يأذن المسؤولون لأنفسهم أن يضعوا رسماً على نفس «الأركيلة» المفترض أنها محظرة بموجب القانون إن لم يكن في الواقع؟! أو  هناك من يريد أن يدفع الناس الى تحويل منازلهم مداخن فيزداد عدد طالبي «الأركيلة» الى البيوت تجنباً للرسم المفروض عليها في الأماكن العامة كالمقاهي والمطاعم الممنوعة فيها نظرياً؟!

 

ولائحة القرف والخوف والسخرية والاستنكار تطول وتطول…