IMLebanon

هل تجاوز لبنان الحرب الإسرائيلية الشاملة؟

 

بعد كل اعتداء إسرائيلي بالعمق اللبناني، خارج حدود ما كان يُطلق عليه «قواعد الاشتباك» المعمول بها بين حزب الله وإسرائيل، على جانبي الحدود الجنوبية اللبنانية، كانت المخاوف تزداد من توسع رقعة الاشتباكات بين الطرفين، وتدحرجها  باتجاه الحرب الشاملة،التي تطال معظم المناطق اللبنانية وفي عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة».

وبعد كل تهديد وتوعد إسرائيلي، بعملية عسكرية ضد الحزب، لانهاء الوضع المتفجر على الحدود الجنوبية، واحلال الهدوء، تمهيدا لاعادة المستوطنين الى المناطق التي هجروا منها من المستعمرات المقابلة للحدود اللبنانية، اذا لم تؤدِ المساعي والجهود الديبلوماسية المتواصلة لنتائج ايجابية ،لحل هذه المشكلة بالطرق السلمية، كان القلق والمخاوف ،تزداد اكثر، بالتزامن مع تعثر المساعي من اكثر من دولة عربية  وكبرى، لانهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة.

 

كان تجاوز حادث اغتيال إسرائيل للقيادي في حماس صالح العاروري ورفيقيه بالضاحية الجنوبية لبيروت ، برد الحزب عليه ضمن مناطق الاشتباكات الحاصلة في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية، وبوتيرة مرتفعة نسبيا عما يحصل عادة، مؤشراً على التعاطي مع هذا التطور ضمن استمرار  ضبط التوتر والاشتباكات بين الطرفين ،استنادا إلى الوتيرة المعتمدة  منذ البداية، من دون أي تغيير في  توسع الحرب، برغم تزايد المؤثرات السلبية لحادث اغتيال العاروري في عمق الاراضي اللبنانية وداخل المربع الامني لحزب الله تحديدا ،على مشاعر اللبنانيين عموما.

تتالت الاعتداءات الإسرائيلية بعدها، لتشمل مناطق بعيدة عن الحدود الجنوبية، وتطال شمال الليطاني والنبطية واقليم الخروب، حتى وصلت مؤخرا الى مؤسسات صناعية وتجارية مدنية في منطقة الغازية قرب مدينة صيدا،  مع تصعيد ملحوظ بالتهديدات الإسرائيلية شبه اليومية من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، بعملية عسكرية واسعة النطاق ضد حزب الله، بالتزامن مع طرح اكثر من مبادرة فرنسية واميركية لانهاء الاشتباكات المسلحة واحلال السلام جنوبا.

مع مرور الوقت، واستمرار الاشتباكات المسلحة بين الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي محصورة جنوبا، بالتزامن مع خرق إسرائيلي  بالداخل اللبناني هنا  او هناك ،ورد حزب الله باستهداف لمناطق أوسع واهداف جديدة، داخل المستعمرات الإسرائيلية ، واستمرار انشغال الجيش الاسرائيلي بالحرب ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، تقلصت احتمالات تحول الاشتباكات جنوبا إلى حرب واسعة النطاق بين الطرفين حتى اليوم، لاسيما مع استمرار الرفض الاميريكي والفرنسي لقيام إسرائيل باي عملية عسكرية واسعة ضد لبنان.

حتى الان، ومع تسارع اللقاءات بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر وإسرائيل، في القاهرة وباريس، للاتفاق على احلال هدنة طويلة او وقف مؤقت لاطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل في غزّة قبيل حلول شهر رمضان المبارك، تستمر احتمالات قيام إسرائيل بتوسيع نطاق الحرب ضد حزب الله في لبنان قائمة، اذا تعثرت مساعي انهاء حرب غزّة، وفشل محاولات واشنطن وباريس إجراء ترتيبات امنية على جانبي الحدود الجنوبية اللبنانية.

وفي كل الأحوال ، لا يمكن تصنيف تكرار التهديدات الإسرائيلية بعملية عسكرية واسعة ضد لبنان،الا من باب تحسين شروط التفاوض القائمة لصالح إسرائيل.