IMLebanon

نحو خيارات مفصلية داخل الطائفة الدرزية

 

يزداد الانقسام العمودي ويلحق به الافقي داخل الطائفة الدرزية في لبنان وهذه المرة ليست مجرد عناوين تقتصر على العمل السياسي واختلاف النظرة بين القادة في الطائفة الى سوريا والمقاومة بل وصل الامر حسب مصادر معارضة للنائب السابق وليد جنبلاط الى حد ان يكون للطائفة الدرزية اضافة الى شيخين للعقل مجلس مذهبي جديد واوقاف غير تلك التي يديرها الوقف الحالي والذي يسيطر عليه في واقع الحال الوزير السابق وليد جنبلاط مع تهميش واضح لتمثيل باقي القيادات في لبنان، وتقول هذه المصادر ان دعوة شيخ عقل الموحدين الدروز الذي جرت تسميته في خلوه الشيخ نصر الدين الغريب الى حضور الجلسة الافتتاحية للقمة التنموية الاقتصادية العربية التي عقدت في بيروت منذ حوالى اسبوع، وان هذا الامر لم يستطع جنبلاط ومؤيديه بلعه بسهولة، مع العلم ان رئاسة الجمهورية اوضحت انها تحترم كافة القيادات الدينية والمقامات الروحية ولم يكن امامها لتزيد الشرخ بدعوة شيخ عقل واحد مسمّى من قبل جنبلاط وكان الاتفاق ان يدعى الشيخان اليها، الا ان هذا الامر اقام الدنيا ولم يقعدها، مع العلم ان هذه المصادر المعارضة رأت في هذه الدعوة امرا طبيعيا ويأتي في سياق موضوعي اذا كانت كافة الطوائف سوف يتم تمثيلها من قبل قادتها الروحيين، الا انه يبدو ان الامر ابعد من ذلك بكثير حين تشير هذه المصادر الى ان هناك افكارا مطروحة ومتداولة بين رئىس الحزب الديموقراطي اللبناني الوزير طلال ارسلان ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب بالاضافة الى شخصيات درزية مناوئة لجنبلاط لتشكيل جبهة معارضة درزية، وبغض النظر عن هوية الشخصيات التي ستشارك في هذه الجبهة، الا ان بعض الاسماء معروفة كالنائب السابق فيصل الداوود والحزب السوري القومي الاجتماعي وجمع من المشايخ وفعاليات الطائفة من مناطق حاصبيا وعاليه والشوف وحتى بيروت والعنوان الاساسي لهذه الجبهة ليس بحاجة لتفصيل ما دامت الامور مكشوفة في الخصومة بين جنبلاط وهذه الشخصيات مع الاعتراض ايضا على القانون الذي اعاد تنظيم شؤون طائفة الموحدين الدروز الذي صدر في العام 2006 والذي جاءت بنوده لصالح النائب السابق وليد جنبلاط وفريقه السياسي في ظل اوضاع كان خلالها جنبلاط والمتحالفين معه مرتاحين لمسار اندلاع «ثورة الارز»، وكأنهم يحاولون القول ان الامور سارت لصالح الحزب التقدمي الاشتراكي مع انسحاب الجيش السوري من لبنان، مع العلم ان هذه المصادر المعارضة تعتبر ان جنبلاط وفريقه هما المستفيدان الوحيدان ابان فترة الوصاية السورية على لبنان وما بعدها، ولكن مع اندلاع الحرب في سوريا تم فرز المواقف بصورة نهائية خصوصا ان الحزب الاشتراكي كانت لديه رهانات واضحة عن سقوط الرئيس السوري بشار الاسد، اما وان الامور سارت عكس ما يشتهيه جنبلاط تبدو هذه المصادر مرتاحة لمسارها في مواجهته التي لا رجوع عنها لادارة الطائفة وفق معايير «العدل والمساواة بين ابناء البيت الواحد».

 

هذه المصادر تعتبر ان خطوة انشاء جبهة معارضة يأتي في السياق العادي لاحقاق حقوق الناس والطائفة واذا اراد جنبلاط مدّ اليد لتحقيق المساواة وهذا ما يمكن استبعاده فهو مرحب به، ولكن تبدو الامور متجهة نحو المواجهة خصوصاً مع تحسس لدى الجبهة المعارضة ان الجرة انكسرت نهائياً بين المختارة وخلدة، وان اللقاءات للمعارضة سوف تبدأ من خلال اجتماعات لاتخاذ القرارات المناسبة.