IMLebanon

معركة طرابلس الانتخابية ستكون المعركة الأصعب على المرشحين والناخبين

 

كل طرف يرفض مجرّد البحث بالتحالف مع الآخر.. والنتيجة خلط أوراق وزعامات

 

مع استئناف دورة العمل السياسي بشكل طبيعي واستعادة المؤسسات الدستورية نشاطها بعد شلل استمر لقرابة الشهر بسبب استقالة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري يعود الاستحقاق الانتخابي ليسطع نجمه من جديد، وبشكل بارز من خلال اعادة تحريك الماكينات الانتخابية بدفع قوي، خصوصا مع اقتناع الجميع ان الانتخابات حاصلة ولا مفر من اجرائها في ايار المقبل، من المقرر ان ترسم هذه الانتخابات صورة جديدة للسياسة المسقبلية للقوى السياسية بشكل عام، من خلال التحالفات التي ستبدأ ملامحها تتضح اكثر فأكثر مع اقتراب موعد الانتخابات.

فإستعدادات المرشحين لخوض المعركة تجري على قدم وساق في كافة المناطق اللبنانية، ومن قبل كافة الاحزاب والتيارات السياسية، ولكن تبقى المعركة الاصعب لجميع الناخبين هي في منطقة الشمال وتحديدا في مدينة طرابلس والدائرة  الثانية أي البترون وبشري والكورة وزغرتا.

مصادر نيابية شمالية وصفت قانون الانتخاب الحالي والذي تم التوصل اليه بعد مخاض عسير بأنه قانون مجحف بحق الكثير من المرشحين، لا سيما وبشكل مباشر بحق مرشحي الطائفة السنية.

وانتقدت المصادر البند المتعلق بالصوت التفضيلي في القانون الانتخابي، وتمنت أن يعود المجلس النيابي لاعادة دراسته من جديد، وبالتحديد هذه الفقرة واجراء تعديلها، ليصبح بالحد الادنى هناك صوتان تفضليان بدلا من صوت واحد.

واعتبرت المصادر ان المعركة الانتخابية في طرابلس ستكون ام المعارك بإعتبار ان هناك الكثير من المرشحين الذين يعتبرون انفسهم زعماء، والواضح ان كل طرف يرفض التحالف مع الاخر مما يعني انه سيكون هناك شرخ كبير بين الناخبين والمرشحين على السواء، خصوصا انه من المعروف ان هناك اختلافات كبيرة في الآراء والبرامج بين المرشحين وبالتالي استحالة للحوار والتفاهم في ما بينهم،

واعتبرت المصادر ان الانتخابات البلدية الاخيرة في المدينة تختلف كثيرا عن الانتخابات النيابية ولا يمكن المقارنة بينهما، وتوقعت المصادر ان يصار الى خلط اوراق في المرحلة المقبلة التي لا تزال تعتبر مرحلة ضبابية لهذه الانتخابات، خصوصا ان عدد المرشحين كبير إن كان من الطائفة السنية أو من الطائفة الارثوذكسية، ولكن أملت المصادر ان تتحسن الصورة الانتخابية في المرحلة المقبلة خصوصا ان «تيار المستقبل» الذي كان خسر بعض شعبيته في المرحلة السابقة عاد في الفترة الاخيرة للملمة شارعه في عاصمة الشمال وتحسنت صورته خصوصا في الاشهر القليلة الماضية، ولكن رفضت هذه المصادر ان تفصح عن الاسماء التي من المتوقع ان يتم ترشيحها من قبل التيار الازرق، واعتبرت ان الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن هذه الاسماء و الوجوه.

وكشفت هذه المصادر أن هناك تفاهماً واضحاً حتى الان وتقارباً بين الرئيس الحريري والنائب محمد الصفدي مما يعني ان امكانية التحالف كبيرة جدا بين الرجلين.

ونفت هذه المصادر ما اشيع عن ان النائب الصفدي طلب من الرئيس الحريري ترشيح زوجته السيدة فيوليت خير الله الصفدي عن المقعد الارثوذكسي في طرابلس، معتبرة ان هذا الموضوع هو ضمن الشائعات الكثيرة المنتشرة بشكل كبير في طرابلس، وكشفت هذه المصادر عن ان هناك أسماء مرشحة ارثوذكسية في المدينة اصبحت معروفة فهناك مثلا مرشح مدعوم من قبل النائب سليمان فرنجية كما ان الرئيس نجيب ميقاتي يدعم ترشيح الوزير السابق نقولا نحاس، كذلك هناك المرشح القوي انطوان حبيب وغيرهم، وتوقعت هذه المصادر اثارة الكثير من الشائعات في المرحلة المقبلة خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات.

وكشفت هذه المصادر أن الساحة الطرابلسية مفتوحة امام الجميع الذين ينشطون بقوة لاثبات قدرتهم وفاعليتهم لخدمة المدينة إن كان من خلال المواقف الجياشة لجذب ابناء الطائفة السنية أو من خلال تقديم الخدمات المختلفة ولكن في النهاية الصناديق هي من ستتحدث رغم قساوة المعركة، خصوصا اذا لم يعدل المجلس النيابي القانون الانتخابي ويبقى الصوت التفضيلي واحداً.

وتعتبر هذه المصادر انه في حال استمر القانون على ما هو عليه سيكون هناك اسماء متعددة فائزة وبرامج مختلفة، مما يعني انه قد لا يكون هناك انسجام بين النواب الذين سيفوزون في الانتخابات المقبلة وهذا الامر قد ينعكس سلبا على المدينة من خلال هذا الاختلاف.

ولكن تعود هذه المصادر للدعوة الى انتظار الايام المقبلة حيث من المتوقع ان تتضح الصورة بشكل افضل مع نضوج الاتصالات لتبيان التحالفات الانتخابية المقبلة في عاصمة الشمال.