IMLebanon

طي صفحة النفايات هل يدفع بإتجاه تفعيل عمل الحكومة؟

طي صفحة النفايات هل يدفع بإتجاه تفعيل عمل الحكومة؟

التسوية الرئاسية: الأسابيع الأولى من العام الجديد حاسمة

مع دخول لبنان عطلة الأعياد بعد طي صفحة النفايات بقرار تصديرها، تستريح الملفات حتى مطلع العام الجديد، بانتظار عودة الاتصالات والمشاورات في ما يتصل بالمبادرة الرئاسية التي لا تزال تستحوذ على الاهتمام، من منطلق حرص «تيار المستقبل» والنائب وليد جنبلاط والمؤيدين لها على إنجاحها، باعتبارها المبادرة الجدية الوحيدة المطروحة على الطاولة وهذا ما يفرض التعامل معها بإيجابية وتعبيد الطريق أمامها بأوسع تأييد سياسي من طرفي «8 و14 آذار»، بالرغم من استمرار وجود عقبات أمامها لا يُستهان بها وتحديداً من جانب مسيحيي «8 و14 آذار» وتحديداً «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» اللذان يرفضان لغاية الآن السير بهذه التسوية لاعتبارات عديدة ولا يظهران استعداداً للموافقة عليها، ما يزيد الصعوبات أمام تنفيذها في المدى المنظور. ومع أن وهج التسوية الرئاسية قد خفّ كثيراً، إلا أنها ووفقاً لما تقوله مصادر نيابية بارزة في «تيار المستقبل» لـ«اللواء»، لا تزال محور متابعة من جانب أكثر من طرف وخاصة الرئيس الحريري لأنه مؤمن بها ومقتنع بجدواها، كونها الوحيدة على بساط البحث والتي بإمكانها أن تقفل صفحة الفراغ الرئاسي وتعالج الشغور المستمر منذ ما يزيد عن السنة والنصف، ما يفرض على جميع الأطراف أن تأخذ في الاعتبار خطورة الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان وضرورة الاستجابة لمقتضيات هذه التسوية بما يؤمن الأرضية المناسبة التي تكفل إخراج البلد من هذه الأزمة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد الاعتبار لدولة المؤسسات ويأخذ على عاتقه إعادة التواصل بين اللبنانيين ومد جسور التلاقي والتحاور فيما بينهم، سعياً لتحصين الجبهة الداخلية وحماية لبنان من أتون الصراعات الدائرة في المنطقة، مشددة على أن هناك اقتناعاً لدى قسم كبير من اللبنانيين بأن التسوية الرئاسية أفضل خيار مطروح حالياً، لأن للنائب سليمان فرنجية وزنه السياسي وطنياً ومسيحياً وهو أحد الأقطاب الموارنة الأربعة الذين تعهدوا، بأنهم سيدعمون من بينهم للرئاسة من يتمكن من الحصول على التأييد الأوسع من اللبنانيين لانتخابه رئيساً وهذا ما حصل عليه فعلاً النائب فرنجية الذي يؤيده «تيار المستقبل» ورئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب جنبلاط، وتالياً فإنه يستطيع تأمين الغالبية المطلوبة لانتخابه رئيساً للجمهورية، بغض النظر عن موقفي «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، لكن بالتأكيد فإن انتخاب الرئيس العتيد انطلاقاً من أوسع دعم نيابي وسياسي أمر ضروري ومطلوب، لكي يستطيع أن يبدأ عهده بقوة ويأخذ على عاتقه مهمة معالجة الكثير من الملفات التي تنتظره.

وتؤكد المصادر أن الأسابيع الأولى من العام الجديد، ستشهد تزخيماً للتسوية الرئاسية وتفعيلاً أكبر للحراك الدائر بشأنها والذي لم يتوقف أصلاً، بحيث أن خطوط الاتصال مفتوحة بين الرئيس الحريري وحلفائه وحتى المعارضين لمبادرته، في إطار محاولاته لإقناعهم بها حرصاً على مصلحة البلد ودفعاً باتجاه انتخاب الرئيس العتيد في أسرع وقت ممكن، لأن الفراغ يهدد باقي المؤسسات الدستورية وينذر بمضاعفات لا يمكن تحملها، في ظل التراجع المخيف في الأداء الاقتصادي والتخوف من حصول أحداث أمنية، إذا استمر الشغور وهذا لن يكون في مصلحة أي فريق.

في هذا الوقت، أعربت أوساط وزارية عن اعتقادها، أن طي صفحة النفايات بعد القرار بتصديرها، بالرغم من تحفظات عدد من الوزراء، سيعطي دفعاً باتجاه إعادة تفعيل الحكومة في المرحلة المقبلة في حال لم تساعد الظروف على إنجاح التسوية الرئاسية، سيما وأن أطراف طاولة الحوار أكدت في الجلسة الأخيرة، على ضرورة تأمين الظروف المناسبة للحكومة لكي تعمل بشكلٍ أفضل.