IMLebanon

السفارة الأميركية: 40 ألف طلب يُقدَّم سنوياً وتُعطى «الفيزا» لأكثر من النّصف

لا تزال الولايات المتّحدة الأميركية من أكثر البلدان جَذباً للمهاجرين الذين يَعتبرونها البَلدَ القادرَ على تحقيق أحلامِهم، وتحسين مستوى معيشتهم وتوفير حياة أفضل لهم. ولكنّ إجراءات الهجرة أو الحصول على فيزا لا تزال معقّدةً بالنسبة إلى كثيرين، إذ لا يمكن الحصول عليها بالسرعة المطلوبة. وتوضيحاً لهذه الصورة بادرَت السفارة الأميركية إلى تنظيمِ لقاءٍ مصَغّر مع بعض الإعلاميين بغيةَ شرحِ الإجراءات الواجب اتّباعُها للحصول على فيزا إلى الولايات المتحدة عبر السفارة الأميركية في لبنان، وكيف يمكن تقديم الطلب للحصول على الفيزا والموافقة عليها؟

تصلُ إلى السفارة الأميركية في عوكر حيث يؤمّن القِسم القنصلي كلّ الخدمات الخاصة بتأشيرات السَفر إلى الولايات المتحدة. قبل الدخول، تَخضع لإجراءات أمنيّة ضروريّة للتفتيش من خلال أجهزة كشفٍ معدنية يدَويّة، من دون استثناء أغراضِك الشخصية عبر استخدام الأشعّة السينية وغيرها مِن المعَدّات، ويُحَظّر عليك الدخول في حال رفضِك الخضوع للتفتيش.

أمّا السائقون، الأصدقاء، والأقارب فعليهم الانتظار في الخارج أو العودة لملاقاة صاحب العلاقة بَعد الانتهاء من المقابلة، أمّا الولد القاصر، دون الرابعة عشرة، فلا يمكنه الحضور لتقديم طلبِ تأشيرةٍ إلّا في حضور أحد الوالدين، ويَعود لمَن هم بين الرابعة والثامنة عشرة طلب إحضار أحد الوالدين لمرافقتِهم عند إجراء المقابلة للتأشيرة. أمّا مرافقة المحامين، والوكلاء وأرباب العمل لصاحب العلاقة إلى غرفة الانتظار لإجراء مقابلة، فلا تَحصل بلا أخذِ موافقة مسبَقة.

في هذا السياق، تشرَح القنصل في السفارة سايدي دفوراك، في حضور القنصل العام كاري فلينشبو عن الإجراءات الواجب أن يتبعَها الراغبون في الحصول على تأشيرات للفيزا إلى الولايات المتحدة الأميركية.

وتقول دفوراك لـ«الجمهورية» إنّ «أيّ مواطن، مهما كانت جنسيته، يتبع الإجراءات نفسَها لتقديم طلبِ الحصول على الفيزا، ولا يعامَل أيّ شخص بصورة خاصّة ومختلفة نتيجةً للجنسية التي يَحملها، ولكنّ الأمر الوحيد الذي قد يختلف بين جنسية وأخرى هو في عدد السنوات التي يمكن أن تمنحَها الفيزا للراغبين في السفر إلى الولايات المتحدة، إذ تُعطى الفيزا مثلاً للّبناني لمدّة 5 سنوات، في حين تُعطى للبرازيلي لمدّة 10 سنوات»، مضيفةً: «لم تعطَ معاملات خاصّة للعراقيين والسوريين، بل عليهم التقيّد بالإجراءات نفسِها التي يتقيّد بها أيّ مواطن، لأنّ ملفّهم مِن اختصاص الأمم المتّحدة».

وتشير إلى وجود «40 ألف طلب يقدَّم سنوياً وتعطى الفيزا لأكثر من النّصف، والطلب الذي يُرفَض لا يُمنَع من أن ينالَ الموافقة مرّةً أخرى، أمّا في حال رُفِض الطلب بعدما سَبق أن أعطِيَت الفيزا فيعود لإساءة استعمال الفيزا في المرّة السابقة».

وتوضِح دفوراك أنّ «الإجراءات للتقدّم بالطلبات تبدأ في القنصلية أمام النافذة رقم 2 حيث يُبرز مقدّمو الطلبات الوثائقَ المطلوبة ويتأكّد الموظف الذي يتواصَل معهم باللغة العربية أم الإنكليزية من صحّة المعلومات وتوَافُقِها، في وقتٍ ينتظر مقدّمو الطلب في غرفة الانتظار بضعَ دقائق، إلى حين مناداة مقدّمي الطلبات بأسمائهم إلى النافذة رقم 1 من أجل البَصمِ الإلكتروني الذي لا يُعتبَر إجراءً أمنيّاً بل من الإجراءات المطلوب تنفيذها من مقدّمي الطلب».

وتؤكّد أنّ «القرار النهائي بمنحِ الفيزا إلى الولايات المتّحدة يَرتكز على المقابلة التي يُجريها مقدّمو الطّلب، بأيّة لغةٍ كانت، وقد لا تَستغرق المقابلة وقتاً كثيراً، إذ تكفي بضعُ دقائق لطرحِ الأسئلة»، مشيرةً إلى أنّ «منحَ الفيزا يَختلف بين حالة وأخرى، إذ يؤخَذ في الاعتبار الوضع الإقتصادي للعائلة والسبب الذي يَدفع مقدّمي الطلب إلى السفر».

وتوضِح أنّ «التقدّم بطلب الهجرة إلى الولايات المتحدة أصعبُ من الحصول على الفيزا، فقبولُ الطلب بالهجرة يكون في حالتين، وهما: ألّا يكون مقدّم الطلب قد حُكِم عليه مسبَقاً بأيّ جُرم، وأن يكونَ لديه عائلة في الولايات المتّحدة، ما يجعل وضعَ العازب أصعبَ للتفكير بالهجرة».

وتلفتُ إلى أنّ «هناك بعضَ الحالات التي تَقبَل فيها القنصلية منحَ الفيزا، وهي تأشيرةُ الطالب، أوفي حال وجود حالة طارئة للسفر، مثل مرَض أحد أفراد العائلة في الولايات المتّحدة، ويجب في هذه الحالة زيارة الموقع http://www.ustraveldocs.com، للحصول على معلومات عن طريقةِ طلب موعدٍ طارئ وجدوَلةِ موعد على الإنترنت، فهذا الموقع يُزوّد المعلومات باللغات العربية، الإنكليزية، أو الفرنسية، عن فئات التأشيرات لغير الهجرة».

وأخيراً، تنصَح دفوراك «جميعَ طالبي التأشيرات التقدّمَ بالطلب عند معرفتِهم بتاريخ السفر، بدلاً من الانتظار حتى اللحظة الأخيرة، وعدم شراء تذاكر السفر قبل أن تكون التأشيرة في متناوَل اليد».