IMLebanon

زيارة السبهان من منظور سعودي: استعادة دور؟

بناء على تعليمات الملك سلمان بن عبد العزيز، وصل المبعوث الملكي السعودي وزير الدولة ثامر السبهان الى بيروت، «لا للتدخل في موضوع تأييد أو عدم تأييد انتخاب الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية، بل للاطلاع مباشرة على الاوضاع السياسية في لبنان ومستقبل هذه الاوضاع في ظل العهد الجديد، وبعد ذلك، سيجري تقييم الموقف في الرياض».

ويبدو أن العاهل السعودي الذي كانت تربطه علاقات «خاصة وشخصية» بلبنان، كان مشغولاً عن لبنان ولم يكن مطلعاً تماماً على تفاصيل الوضع فيه، ولم يكن يعلم أن السياسة السعودية في لبنان خلال العامين الأخيرين أدت الى تخلي الرياض عن لبنان وعن «سنته»، وحتى عن حلفائها فيه.

ولا أحد يعلم كيف أن الملك سلمان طلب فجأة معرفة ما يجري في لبنان، وإن كانت مصادر خليجية ذكرت أن الملك استمع الى تساؤل في الدوحة (خلال زيارته السريعة لها للعزاء بوفاة أميرها الاسبق الشيخ خليفة بن حمد يوم الاثنين الماضي) حول رأي المملكة وموقفها مما يجري في لبنان وترشيح الجنرال عون لرئاسة الجمهورية؟

وهنا طلب الملك إطلاعه على الموضوع اللبناني، وبسبب هذا وجه بإرسال الوزير السبهان الى بيروت فوراً.

هذا يعني أن الرياض «ستعيد تفعيل دورها في لبنان من أجل أن لا يستفرد فيه أحد، كما هو حاصل الآن»، وهذا يعني، تسليم ملف لبنان الى وزير الدولة ثامر السبهان وهو مقرّب من أهل الحكم، وله خبرة في التعامل مع القضايا اللبنانية منذ أن كان ملحقاً عسكرياً في السفارة السعودية في بيروت في العامين 2013 و2014. وتنفي مصادر سعودية أن يكون السبهان قد أرسل للتدخل في موضوع ترشيح الجنرال عون أو غيره لرئاسة الجمهورية. وتستبعد حضوره جلسة البرلمان اللبناني المخصصة الاثنين لانتخاب رئيس الجمهورية، ولكن لا شك أنه من خلال لقاءاته مع معظم الزعماء والسياسيين والروحيين اللبنانيين سيتعرف على أبعاد انتخاب «الجنرال»، ومستقبل لبنان في ظل العهد الرئاسي الجديد. ولا شك أن تقريراً عاجلاً سيرسل إلى الرياض بعدها عن الانتخاب الرئاسي، وهذا التقرير سيكون له دوره في موضوع جلسة البرلمان اللبناني الانتخابية بعد غد.

والأهم أن مهمة الوزير السعودي ستجعل الرياض تقرر إقامة علاقات ايجابية مع «الرئيس ميشال عون» في حال تعامل الأخير مع الاوضاع في لبنان على أساس انه رئيس للجميع وليس لفئة، أو أن العلاقات «ستكون عادية إذا استمر الجنرال الرئيس في تحالفه مع «حزب الله» على حساب القوى والمكونات الاخرى».

مهمة المبعوث السعودي ثامر السبهان التي ستتوج بمأدبة يقيمها على شرفه رئيس «تيار المستقبل»، تعني برأي المطلعين في الرياض، بدء عودة الدور السعودي إلى لبنان. لكن كيف.. وعن طريق من؟

حتى الآن لا يملكون الإجابة في انتظار عودة المبعوث الملكي.