IMLebanon

زوار «بيت الوسط»: الحريري مرتاح وثابت على مواقفه رغم الضغوط

زوار «بيت الوسط»: الحريري مرتاح وثابت على مواقفه رغم الضغوط

مهلة الأيام العشرة كانت بناء على وعود من أفرقاء لم يصدقوا بها

 

مع انتهاء مدة العشرة ايام التي تحدث عنها الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل الحكومة فإن هبات باردة واخرى ساخنة لا تزال تسيطر على اجواء التأليف، فكلما سيطرت النفحات الايجابية تلاقيها اخرى سلبية، في ضوء المواقف التصعيدية من هنا والهجومية من هناك، مما يزيد الامور تعقيدا والمرحلة صعوبة.

فالرئيس المكلف الذي لا يزال يتمتع بصبر وطول بال، لا يبدو في طبيعة الحال مرتاحا لما تشهده الساحة السياسية على مستوى اطلاق الكلام العالي السقف والمتشنج من قبل الافرقاء السياسيين، ولكنه يبدو انه لن ييأس من مواصلته لاتصالاته من اجل تقريب وجهات النظر لولادة طبيعية لحكومة الوفاق الوطني، وهو يتسلح بدعم ومساندة طائفته لا سيما رؤساء الحكومات السابقين الذين عقدوا اجتماعا مساء امس معه ووضعوا كافة امكانياتهم لمساعدته.

مصادر سياسية التقت الرئيس المكلف نقلت عنه ارتياحه وثباته  على مواقفه رغم كل الضغوطات التي يتعرض اليها، واشارت الى انه آثر عدم الافصاح امام زواره عن موعد تقديم الصيغة الحكومية الجديدة، واشارت المصادر الى ان الرئيس الحريري وضع مهلة العشرة ايام لولادة الحكومة بناءً على وعود ايجابية لتسهيل التشكيل كان تلقاها من الافرقاء السياسيين الذين يبدوا انهم لم يصدقوا بها، ولفتت هذه المصادر الى ان المواقف الاخيرة التي اطلقها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل نهاية الاسبوع الماضي ان كان خلال المقابلة المتلفزة او في احتفال ذكرى 13 تشرين كانت سيئة وزادت الامور تعقيدا خصوصا انه ظهر وكأنه صاحب الحق الوحيد.

من هنا، فإن المصادر ترى ان عدم تشكيل حكومة في مثل هكذا اجواء افضل بكثير من ان تشكل حكومة تصادمية معرقلة لكل الخطط والمشاريع التي يجب اقرارها من قبل مجلس الوزراء وهي ذات اهمية قصوى خصوصا منها المتعلق بالالتزامات التي قطعتها الدولة اللبنانية بشأن مؤتمر «سيدر»، وترى المصادر ان زيارة الموفد الفرنسي الى لبنان السفير بيار دوكان اتت للتحذير بضرورة الاستعجال لوضع المشاريع موضع التنفيذ قبل ان يخسر لبنان كل ما تم اقراره في المؤتمر، خصوصا ان المؤتمر انعقد بناءً على وعود من جميع الافرقاء اللبنانيين بتطبيق الاصلاحات المطلوبة من اجل مساعدة لبنان.

وترى المصادر ان لدى البلد حاليا مظلة دولية عربية ومؤتمر «سيدر» يعتبر خلاصا اقتصاديا للبنان، لذلك يجب الاستفادة من هذا المؤتمر وعدم اعتبار تأخير تشكيل الحكومة سببا لخسارة هذه الفرصة الثمينة، لذلك تشير المصادر إلى ان لا مانع دستوريا من انعقاد مجلس الوزراء لاقرار ما هو ضروري وتحويله الى المجلس النيابي للحفاظ على مفاعيل «سيدر».

وشددت المصادر على ضرورة تشكيل حكومة متجانسة لاجراء الاصلاحات التي تهم المواطن وأوضاعه الحياتية والاقتصادية والمالية.

ولكنها تشير في المقابل إلى ان الرئيس الحريري ليس في وارد عقد اجتماعات لمجلس الوزراء التي تحتاج الى توافق سياسي لاقرار امور طارئة وضيقة، رغم اهمية إقرار الاصلاحات المتعلقة بمؤتمر «سيدر» الاساسية والضرورية ويمكن للحكومة اتخاذها باعتبارها قرارات مصيرية للبلد، خصوصا ان كل شرائح البلد من كافة انتماءاتهم يريدون تحسين الوضع الاقتصادي  الذي يطالهم جميعا بلا استثناء.

المصادر السياسية تعتبر ان كل تصرفات ومواقف الوزير باسيل تشير الى انه يعمل على تحضير نفسه لاستلام رئاسة الجمهورية بعد الرئيس ميشال عون، وترى المصادر ان «حزب الله» قد لا يمانع في ذلك رغم انه سيكون هناك شريحة كبيرة من اللبنانيين لن تقبل به رئيسا مما سيجعل حظوظه ضعيفة جدا.

وتعود هذه المصادر لتؤكد ان «القوات اللبنانية» ورئيسها الدكتور سمير جعجع هم الذي حشروا الرئيس الحريري للقبول بالرئيس عون وبالتسوية، واليوم هم اكثر المتضررين من مجيئه الى سدة الرئاسة، وتلفت المصادر الى انه لو لم يقبل الرئيس الحريري بعون رئيسا كانوا اتهموه بالطائفية خصوصا ان المسيحيين والشيعة اتفقوا عليه كرئيس للجمهورية.

وتعتبر المصادر ان هدف الرئيس عون كان الوصول الى كرسي الرئاسة كذلك ضرب اتفاق الطائف الذي كان من اكثر المعارضين له هو و«حزب الله» وورقة التفاهم بين «التيار الوطني الحر» و«الحزب» كان  هدفها ضرب هذا الاتفاق ولهذا السبب تأتي عرقلتهم لكثير من الملفات من اجل القول ان هناك مشكلة في النظام.

وتلفت المصادر الى ان «حزب الله» في وضع غير مريح من خلال استهدافه وتضييق الخناق عليه وعلى ايران بسبب  العقوبات الدولية التي تطالهما وأكبر دليل هو الكلام الذي صدر عن المرشد الأعلى علي خامنئي خلال الايام القليلة الماضية، والذي طلب فيه من المسؤولين في بلاده الاهتمام اكثر بالاوضاع الاقتصادية مما يدل على عدم ارتياحهم.