IMLebanon

جنبلاط يسعى جدّياً لتحريك الملف الرئاسي

 

مصادر سياسية لـ«اللواء»: باسيل مأزوم سياسياً واسم قائد الجيش في الصدارة

 

 

مع دخول الفراغ في رئاسة الجمهورية شهره الرابع يستمر رئيس مجلس النواب نبيه بري بتعليق جلسات انتخاب الرئيس ربطا بتضاؤل فرص التوافق وانسداد المسالك السياسية دون تسجيل أي خرق إيجابي على هذا الصعيد، تشهد الساحة الداخلية في المقابل دينامية جديدة لكسر بعض الرتابة من خلال تحرك يقوم به الحزب التقدمي الاشتراكي باتجاه عين التينة وبكركي من شأنه ربما أن يساهم في احداث كوة في حائط الملف الرئاسي.

مصادر سياسية أكدت لـ«اللواء» بأن الانقسام العمودي بين الكتل النيابية لا يزال على حاله رغم الانحدار الشامل على كافة المستويات الوطنية، وتعتبر المصادر بأن اللقاء الأخير الذي جمع وفد من «حزب الله» ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في ميرنا الشالوحي كان لقاءً شكليا وهذا ما بدا واضحا من خلال المواقف العالية السقف الذي أطلقها باسيل يوم الأحد الماضي، بحيث فتح نيرانه بشكل مكثّف في وجه مرشح الثنائي الشيعي رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية وكذلك بإتجاه قائد الجيش العماد جوزيف عون، مما يؤكد اتساع الشرخ مع جميع خصومه من خلال تكريسه للفيتو ضد اسمي: فرنجية وعون، وتستغرب المصادر كيف ان باسيل المأزوم سياسيا الى أبعد الحدود عمد الى تجاوز كل الخطوط من خلال توجيهه اتهامات بالفساد لقائد الجيش عبر مخالفته قانون الدفاع وقانون المحاسبة العمومية على حد تعبيره، إضافة الى انتقاده العلني لـ«حزب الله» وتلويحه بإعلان ترشحه رغم علمه بأن حظوظه ما دون الصفر وورقته فاقدة الصلاحية، واعتبرت المصادر الى ان باسيل من مواقفه هذه أراد ربما تحسين شروطه لعلمه انه في حال وصول فرنجية الى قصر بعبدا ولو باتفاق مسبق وضمانات من «حزب الله» سيكون موقعه ضعيفا وبالتالي لن يستطيع الحصول على ما يريده بعدما كان الأمر والحاكم للقصر الجمهوري طوال فترة تولّي عمّه سدة الرئاسة، وكذلك الأمر بالنسبة الى وصول قائد الجيش، فباسيل يعلم انه سيكون الخاسر الأكبر في تلك الحالتين لذلك فهو يحاول ويسعى للوصول الى اسم ثالث لحفظ ماء الوجه ربما.

وإذ تعتبر المصادر بان ترشيح ميشال معوض غير قابل للتوسع أو جذب المزيد من الأصوات ، تلفت الى ان العمل حاليا يدور على تجميع بعض الأسماء التي قد تكون مقبولة من قبل أغلبية الكتل النيابية والقوى السياسية للسير بها الى البرلمان لانتخاب أحدها.

وتصف المصادر السياسية المرحلة الراهنة بأنها من أكثر المراحل صعوبة بسبب استمرار الشغور وتداعياته على وضع مؤسسات الدولة وانعكاسه على عدم الوصول الى الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي وبالتالي وضع لبنان على السكة الصحيحة.

المصادر تشدد على ان برنامج المرشحين للانتخابات الرئاسية أهم بكثير من الأسماء، معتبرة الى انه على الجميع الاتفاق على مشروع قيام الدولة الذي يجب أن يكون هو الأولوية على كافة المستويات من خلال بناء المؤسسات على أسس إصلاحية صحيحة، والتمسّك بالشرعية الحقيقية للدولة ورفض وجود أي دويلات أخرى وأي سلاح آخر غير السلاح الشرعي.

وتعتبر المصادر بأن حركة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تنبع من نوايا إيجابية وسعيا جدّيا لتحريك الملف الرئاسي، مشيرة الى انها ليست المرة الأولى الذي يحاول فيها جنبلاط التحرك وبصدق لإيجاد توافق معيّن من خلال علاقاته الجيدة مع جميع الأطراف السياسية، وإذ أشادت المصادر بمسعى رئيس الحزب التقدمي واعتبر انه موقع تقدير واحترام من قبل الجميع خصوصا انه أحد الأعمدة الأساسية لاتفاق الطائف.

وتشدد المصادر على ان الحلول يجب أن تكون داخلية وعبر الحوار والتوافق على اسم شخصية لإيصالها الى قصر بعبدا، وعدم انتظار التفاهمات المعلبة من الخارج رغم تأثر لبنان بالتطورات الإقليمية.

ودعت المصادر جميع الأطراف الى التمسّك بالدستور وتنفيذ بنوده من خلال عدم تعطيل جلسات الانتخاب.

وحول ما إذا كانت «القوات اللبنانية» مستعدة لتؤمّن الغطاء المسيحي لانتخاب سليمان فرنجية في ظل رفض باسيل التصويت له، تشير المصادر الى ان موقف القوات واضح من هذا الموضوع وهي ترفض السير بفرنجية وتعتبر ان هناك أسماء محترمة ومطروحة قد تشكّل نقطة التقاء بين المعارضة والموالاة إذا ما كان مشروع هذه الشخصيات واضحا ويحاكي تطلّعات جميع اللبنانيين، وتعتبر المصادر ان أسهم قائد الجيش لا تزال مرتفعة باعتبار ان اسمه مقبولا من قبل معظم الأطراف السياسية باستثناء «التيار الوطني الحر» وفي حال تم التوافق عليه لن يكون لموقف التيار تأثيرا على وصوله.