IMLebanon

ساكن كليمنصو

 

 

لا يوفّر ساكن كليمنصو مناسبة للتقنيص على ساكن معراب إلّا ويفعلها، ولا يوفّر فرصة للإشادة بحكمة صديقه ساكن عين التينة، إلّا ويشيد. وما بين الإشادة الدائمة والقنص المتقطع يذكّر ساكن كليمنصو قرّاءه ومتابعيه وفانزاته بموقعه الوسطي ومواقفه وخياراته الوسطية التي شكلت مظلّة حماية لجماعته وأبناء طائفته، وهذا أمر يُسجّل له وبات البيك مذّاك مرضياً عن سلوكه بالإجمال وعن تصرفاته وعن إنضباطه. نعمة إلهية أن يرضى السيّد عن البيك ويصب غضبه على ساكن معراب ومن هم في صفّه.

 

يعتبر ساكن كليمنصو الهيّن اللين الهنيء المريء ساكن معراب متشدداً. بمعنى أنه مبدئي لا يهادن «الدويلة» ولا يساوم على المرتكزات الأساسية للدولة، ولا على المبادئ ولا يقبل بالإلتفاف والتحايل على الدستور، ولا يقعد على النهر ولا على البحر. ويحض الحكومة، مهما بلغ هزالها، أن تقبض نفسها حكومةً وسلطةً تنفيذية مسؤولة عن شعبها وسيادة البلد.

 

ولا تتقبل الوسطية التي ينتهجها ساكن كليمنصو بأي شكل، إزعاج خاطر «الحزب» المنشغل بمشاغلة العدو. واحد بيكون رايح عالقدس direct والثاني يستوقفه لسؤاله وين رايح؟ السؤال بحد ذاته قلة أخلاق .

 

فالوسطية تقضي بملاطفة «الحزب» الغضوب كي لا يعود للإنقضاض على الداخل.

 

والوسطية تحتم اللقاءات الحميمة مع الحاج وفيق والحاج حسين والإبتعاد عن وجعة الرأس مع الحجّاج والمشايخ من آل جعجع وآل الجميّل وآل ريفي وآل شمعون الكرام. خطوتان إلى الأمام باتجاه الممانعة وبيت فرنجية. خطوتان إلى الوراء إبتعاداً عمّا يُسمى معارضة.

 

في بداية «حرب المشاغلة» إعترض ساكن كليمنصو الوسطي على عمليات فصائل لبنانية وفلسطينية مسلّحة فرّخت عقب طوفان السنوار وفتحت حروباً فرعية وطلب أن تكون كلها تحت سيطرة الحزب… موقف وسطي مسؤول.

 

وفي آخر إشراقات ساكن كليمنصو قوله للزميلة الـ»أوريان لو جور»: «ما لا تريد معراب الاعتراف به هو أن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو المكلف بالتفاوض مع المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين. والحقيقة أن بري يتفاوض حول إمكانية فصل الملف اللبناني عن ملف غزة». ليس من تصريح واحد لساكن عين التينة بشأن فصل الملفين. وليس من كلمة واحدة لـ»الإستيذ» تُستشفّ منها الموافقة على وقف الحرب على الجبهة الجنوبية بمعزل عن مواصلة حرب غزة بين الجنرال سنوار والجنرال نتنياهو.

 

فهل انشق رئيس مجلس النواب سياسياً عن مرشد الجمهورية الأعلى وقرر تطبيق الـ 1701 بكل مندرجاته ومنها بسط سلطة الدولة وفق القرارين 1680 و1559 …؟ إن صح الخبر فمعراب وجارتها غوسطا وحبيبتي الأشرفية وبكفيا وبشري وبيروت وصيدا وطرابلس ذاهبة مجتمعة، بما تيسّر من ممثليها لتهنئة دولة الرئيس على الإنفصال.