IMLebanon

حرب عونية – جنبلاطية شاملة

حرب عونية ـ جنبلاطية شاملة على مواقع التواصل الاجتماعي استدعت اتصالات للتخفيف من ذيولها بعد ان استعادت مفردات حرب الجبل والمجازر والتهجير ودخول القوات الى الجبل، وبعدها الجيش وصور مواجهة «رون بوان» عاليه عام 1983 بين قوة من الجيش اللبناني بقيادة العماد ميشال عون واشتراكيين ومشايخ دروز أدت الى قتلى من الطرفين.

التوتر العوني ـ الجنبلاطي قديم في ظل «كاريزما» لا يمكن ان تركب بين الرئىس عون والنائب وليد جنبلاط وكلاهما من مدرسة سياسية مختلفة وخاضا حرباً سقطت فيها كل المحرمات خلال معركة «سوق الغرب» الشهيرة في آب عام 1983 ولا أحد يمكن ان يقفز فوق هذه المحطات التاريخية.

وحسب مصادر درزية فان البيت الجنبلاطي تحكمه ثغرة دائمة من العسكر و«المرقط» و«الماروني القوي» فكيف اذا كان الماروني القوى  كالعماد ميشال عون ومن قلب جبل لبنان، ولهذا السبب كان جنبلاط ضد وصول العماد عون الى الرئاسة ومع فرنجية لانه من «موارنة الاطراف» ولا يدخل بحسابات الجبل فيما الرئىس عون جذري في مواقفه التي تتعارض كلياً مع الطبقة  السياسية وحكمها ودورها ورمزها الكبير وليد جنبلاط وتوجت بانتقادات عونية دائمة ضد جنبلاط.

وما زاد في الطين بلة، حسب مصادر درزية ان التوتر العوني الجنبلاطي تفاقم مع تسلم  الوزير جبران باسيل لمقاليد زعامة التيار الوطني الحر ووصل الى ذروته امس مع كلامه خلال جولته في جبيل عن رئاسة مجلس الشيوخ ووجوب ان  تكون رئاسته لمسيحي مع انتخابات لاعضاء المجلس على اساس القانون الارثوذكسي، وما هي الا لحظات حتى تحركت «الغريزة الدرزية» و«يا غيرة الدين» وانفجرت على مواقع التواصل الاجتماعي كتابات لكوادر بارزة من الاشتراكي ضد كلام باسيل ودوره، فيما استدعى ردوداً من كوادر في التيار الوطني الحر وتفاقمت الامور وجرت اتصالات للتخفيف من حدتها  بعد ان تجاوزت كل المحرمات وحملت «ضغائن كبيرة» و«احقاداً مقيتة» وكأن اللبنانيين لم يتعلموا من تجارب الماضي.

وفي المعلومات ان التوتر العوني الجنبلاطي الذي بدأ منذ وصول العما دعون الى رئاسة الجمهورية عنوانه «قانون الانتخابات» انعكس قلقا عند مسيحيي ودروز الجبل، حتى ان فاعليات مسيحية جبلية نقلت هذا الحذر والخشية من هذه السجالات الى قيادات عونية واشتراكية ووالخوف من تأثيرها على مصالحة الجبل، وهذا ما سرع الاتصالات للتخفيف منها لانه لا مصلحة لأي طرف باثارة الغرائز الطائفية.

وتشير مصادر درزية، ان الامور بين الاشتراكي والتيار الوطني الحر مدعوماً من خلف «الجدار» من القوات اللبنانية ستتصاعد، فجنبلاط لن يتراجع عن موقفه من قانون الانتخاب ولن ينتحر سياسياً، وكسب المعركة حتى الآن عبر «هيجان درزي» وقناعة بان قانون الانتخاب مسألة حياة او موت، بالنسبة للدروز حتى ان المعارضين لجنبلاط درزياً لا يمكن ان يقفوا ضده في حملته من القانون، علماً ان جنبلاط يحصد النواب الـ13 في الشوف وعاليه المسيحيين والدروز والسنة اذا كانت الشوف وعاليه دائرة واحدة لان جنبلاط قادر على تجيير اكثر من 75 الف صوت درزي من اصل 113 الف ناخب في الشوف وعاليه بينما التصويت المسيحي لا يتجاوز الـ18% والسني الـ35% ولجنبلاط 8% من هؤلاء الناخبين، لكن جنبلاط يخوض معركة الزعامة الجنبلاطية ومعركة تيمور، واذا لم يتمكن من «ربح المعركة» في عز قوته فكيف ستكون النتائج على نجله وزعامته بعد سنوات.

وفي المعلومات الدرزية ان التحضيرات بدأت لاجتماع ديني شامل في دار الطائفة الدرزية بدعم من دروز «الجزيرة» في سوريا وفلسطين والاردن لاعلان موقف مؤيد لجنبلاط انتخابياً، رغم ان كبار مشايخ الطائفة في لبنان يرفضون هذا الاتجاه الذي لم يسقط التحضير له بعد.

استغربت مصادر درزية الحملة على جنبلاط وتؤكد انه طالما التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والمستقبل يطالبون بقانون على قياس حفظ مواقعهم والاستئثار بأغلبية المقاعد، فلماذا هذا النهج مسموح للآخرين ومرفوض لجنبلاط، وكل القوى تنطلق من عملية القبول والرفض من منطلقات طائفية وليست وطنية.

وحسب مصادر درزية «اذا كنتم  تريدون وطناً نحن اول المنخرطين في هذا المشروع اما اذا كان النظام طائفيا كما هو الان، فمن حق الدروز اخذ حصتهم كاملاً دون اي مشاركة لاحد فيها».

ويبقى السؤال ما هو موقف النائب طلال ارسلان الداعم بالمطلق للنسبية، لكنه في نفس الوقت لن يخرج من عباءة جنبلاط الانتخابية، ولن يقارعه درزياً والتحالف قائم بينهما، وطالما جنبلاط مطمئن لارسلان ولمواقفه رغم كل الظلم اللاحق به على كل الصعد فان جنبلاط يبقى مرتاحا لان «الخاصرة الوحيدة» التي يمكن ان يدخل بها الاخرون الى عقر داره ومحاربته واضعافه تكمن عبر البوابة الدرزية الداخلية وهي نقطة الضعف الوحيدة لكن جنبلاط سدّها جيداً وباتت محصنة عبر ارسلان، وبالتالي سيبقى زعيم الاشتراكي مرتاحاً جداً، طالما الدروز موحدون وهذا هو سبب انتصارهم في حرب الجبل بينما الانقسامات الدرزية عبر التاريخ اطاحت بكل منجزاتهم. وما يزيد في قناعة ارسلان بالتحالف مع جنبلاط اتفاقهما على ابعاد وئام وهاب، وهذا هو الاساس، وطالما «جنبلاط» منحاز لارسلان في هذه النقطة، فالاخير مرتاح للنتائح والحصص، وللنهج الذي يحظى «ببركة المشايخ» المذعورين على «دروز سوريا» الذين استطاعوا ان ينتزعوا من جنبلاط قراراً بعدم التدخل في شؤون دروز جبل العرب وتركهم يقررون شؤونهم ببركة مشايخ العقل هناك وهذه «الضمانة» اعطاها جنبلاط لكبار مشايخ الطائفة في لبنان الذين تلقوا من دروز سوريا سيلاً من الشكاوى على مواقف جنبلاط وتدخله في الملف الدرزي السوري والاثار السلبية عليهم جراء هذه التدخلات.

«التقدّمي» دعا أعضاءه ومُناصريه لوقف السجال

أصدر الحزب التقدمي الإشتراكي في بيان له: «يدعو الحزب التقدمي الإشتراكي جميع أعضائه ومناصريه ومؤيديه إلى وقف كل أشكال السجال والردود عبر مواقع التواصل الاجتماعي مهما بلغ حجم الاستفزاز من هنا أو هناك، والإلتزام بتوجيهات الرئيس وليد جنبلاط وقيادة الحزب بعدم الانجرار وراء العصبيات؛ والتمسك أكثر من أي وقت مضى بقناعتنا الراسخة بالعيش المشترك في كل قرية ومدينة في الجبل كما في كل لبنان، إذ تبقى إنجازات الحزب بالمصالحات أهم من أي اعتبار آخر».