IMLebanon

تحذير من خلل التوازن الأمني في السعديات

«حزب الله» يخترق المناطق غير المتواجد فيها

تحذير من خلل التوازن الأمني في السعديات

شهدت منطقة السعديات ليل الثلاثاء – الأربعاء اشتباكاً مسلحاً بين أهالي المنطقة، وبين شبيحة «حزب الله» المنتسبين إلى ما يسمى «سرايا المقاومة»، وذلك على خلفية إقامة حسينية في منطقة ذات أغلبية سنية ساحقة.

يدأب «حزب الله» على اختراق المناطق السنية، وبشكل استفزازي، مما أدى عملياً، إلى أحداث عبرا، وهو يعمل بشكل منهجي على ضرب التكتلات السنية، عبر أساليب مختلفة، منها إقامة المشاريع السكنية (غير المتواجد فيها)، المعتمد على استجلاب سكان من خارج المناطق المستهدفة، وإحلالهم في البقعة الجغرافيا ذاتها، بحيث يتحوّلون إلى أقلية نافرة، منظمة ومسلحة، وتتمتع بالتغطية الأمنية والسياسية، مهمتها الأساس، إثارة التوتر والفتن مع محيطها، ورصد وتعطيل الطاقات المناهضة للحزب في تلك المناطق.

وهذا التوجه، يشبه ما فعله نظام (حافظ) الأسد في حمص خصوصاً، عندما ملأها بالمستوطنات العلوية، والتي تحوّلت لاحقاً إلى معاقل للشبيحة ومنطلقاً لتدمير حمص وتهجير أهلها.

يقوم «المستوطنون» الجدد باستفزاز محيطهم بجميع أنواع الاستفزاز والابتزاز، سواء بالظهور المسلح وإطلاق النار، أو بالندبيات عبر مكبرات الصوت، بما تتضمنه من شعارات مذهبية، تتضمن إهانة لشعور الأهالي وكرامتهم، بغية إيصالهم إلى لحظة الاصطدام العنيف، الذي يحسن «حزب الله» لعبته، فيورط خصومه بالمواجهة مع الجيش اللبناني.

ولعل نموذج السعديات في إقليم الخروب، ومجمع (السيدة فاطمة) الزهراء (رضي الله عنها)، نموذجان واضحان للاستفزاز الذي يرقى إلى درجة القدح والذم في المقدسات الدينية، لدى أهل السنة والجماعة، لأن الندبيات الصادرة تتعمد سب الخلفاء الراشدين الكرام وزوجات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

ومن أساليب السيطرة الميدانية التي يعتمدها «حزب الله» القبض على مفاصل الشوارع والساحات، من خلال البسطات والمحلات الصغيرة وسيارات «الاكسبرس»، ولعل موقع محل آل الأسعد المستهدف في إطلاق النار من قبل شبيحة «المقاومة» يكون أحد أسباب الاستهداف، ومن أغراضه «تهجير» أصحابه منه..

ليس عنصرية

هذا الموقف لا يأتي من باب العنصرية أو الدعوة للفصل بين اللبنانيين، بل لأن ما يجري هو حركة قسرية مخطط لها ذات أهداف سياسية أمنية، لا تصب في خدمة الوحدة الوطنية، بل تسهم في التوتير والتشطير والصدام.

إضافة إلى أن المناطق اللبنانية باتت مع الأسف ذات حساسية على الاختلاط، وكلنا يذكر النقاش حول طرح الوزير بطرس حرب بمنع بيع أراضي المسيحيين، وهو أمر بات ساري المفعول دون قانون، وآخر فصوله، إرغام مواطن خليجي على بيع عقار اشتراه في (زغرتا – اهدن) أيطو، رغم خضوعه لكل المعايير والاجراءات القانونية.

نار تحت الرماد

وقع اشتباك السعديات، واتضح أن أهالي المنطقة يعيشون كابوساً حقيقياً، وفي ضوء التجارب المشابهة، فإن الجيش، الذي أصدر بياناً قال فيه إنه يلاحق مطلقي النار، لا يتوقع أن يتمكن سوى من القبض على الشباب السنة الذين وضع «حزب الله» أسماءهم باعتبارهم «تكفيريين» وإرهابيين، ولن ترى العين الأمنية الساهرة تغوّل واستفزاز عناصر «الممانعة» ولا قيامهم بتهديد السلم الأهلي..

لن يكون تصريح النائب محمد الحجار كافياً لوأد هذه الفتنة، بل توازناً أمنياً طارئاً يجب أن يحلّ في قضية السعديات بشكل عاجل، حتى لا تصبح نموذجاً جديداً لتحريك العصبيات، وتنمية الأحقاد، واستلال العداوات.

وفي حوار الخميس، بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» لن يكون منطقياً خضوع التيار الأزرق للخطوط الحمر التي وضعها الحزب حول زعرانه، والقبض على مناهضي الحزب في السعديات وبقاء «مصلى الفتنة والضرار» في المنطقة، سيعني بالتأكيد أن ما جرى لن يكون خاتمة الأحزان.