IMLebanon

طلاسم النفايات يا جماعة لقد طفح الكيل

لو عانى أي شعب ما عاناه شعب هذا الوطن، وما لا يزال يعانيه، في موضوع النفايات لاستقال وزراء وطارت حكومات وهجّ الناس في الشوارع الى أن يستقيم الأمر، وتُرفع النفايات وأخطارها الداهمة الحقيقية وتهديدها المباشر للناس.

ولكننا في لبنان!

و»نيال من له مرقد عنزة في لبنان»… أو من كان له مرقد عنزة في هذا البلد المنكوب الذي لم تترك القمامة فيه مكاناً لا لعنزة ولا حتى لساعور صغير.

يا أخي قبلنا بفصول هذا المسلسل الكريه، التي لا يمكن لشعب حي أن يقبل بها. ارتضينا تلك المسرحيات المقرفة التي مثلوها علينا، من مالنا، وعلى حساب بيئتنا وصحتنا أيضاً…

أجل! قبلنا ذلك وإرتضيناه، علما أنه ما من شعب حي يقبل بمثله في أي بلد من بلدان المعمورة، أيا كانت الأنظمة.

بمعنى آخر ومباشر: ارتضينا هذا الهم، ولكنهم لم يرتضونا، نحن اللبنانيين المبتلين بهؤلاء المسؤولين في السلطة وخارجها.

لقد زكمت الأنوف ليس برائحة القمامة وحسب، بل بروائح أشد قرفاً… من سمسرات وصفقات وألاعيب و… مشتقاتها. ومع ذلك قلنا لهم: يا أخي مغفورة خطاياكم، ولكن تفضلوا وجدوا لنا حلاً لهذه المعضلة التي ليست أزمة إلاّ في دياركم العامرة.

و»بلفونا» مراراً وتكراراً. ثم تبيّـن أنّ عملية «البلف» مستمرة الى ما لا حدود! وذلك كله يجري في كمّ من الأسرار التي تتجاوز العقل والمنطق وعلماء النفس، جميعاً، يتقدمهم الطيب الذكر «فرويد».

ولا نود أن نثقل على القارىء باسترجاع هذا المسار المقرف منذ أن كان معروفاً ومحدداً ومقرراً و… مقدراً أيضاً أن مطمر الناعمة سيقفل ذلك السابع عشر من آذار الذي دخل التاريخ من بابه القذر.

فقط نكتفي بما «بشّرونا» به عن «الترحيل»… الذي هو أبغض الحلول ومن أكثرها إجحافاً بحق لبنان وشعبه… ومع ذلك قالوا إنهم سيرحلون النفايات! (وقبلنا على طريقة «مكره أخاك لا بطل»)… ثم تبيّن أن لا شركات قادرة، ولا حكومات موافقة، وسط كم هائل من الأسرار والغرائب وحتى الطلاسم التي يعجز كبار السحرة عن كشف حقيقتها!

والأسئلة بالمئات التي يتطارحها الناس في ما بينهم وهي تزداد يومياً من دون أي جواب. لأنّ كشف الحقيقة « يعرقل»  التنفيذ الذي ضربوا له موعداً في الأسبوع الأول من شهر كانون الثاني الماضي!. (كما قالوا لنا).

طيب، و»براڤو»، وتهنئة مرفقة بـ»عطر»  القمامة… ولكن أين نحن اليوم؟

ولماذا لا يتنازل أحد ويخبرنا ماذا جرى؟ يا سيدي «بلاها»  فما جرى قد جرى. ولكن ليخبرنا متى الترحيل!

من يملك الجواب؟ هل يتفضل دولة رئيس مجلس الوزراء فيضع اللبنانيين (الذين يخضعون لهذا الحصار النفاياتي الخانق)، في مسار الترحيل؟ أم هل يتفضل «وزير الوصاية» على النفايات فيطلعنا على بعض من الحقيقة أو يرد على آخر سيل الأسئلة؟! أم هل يستعيد الوزير الأصيل «دوره» بعدما ادلى، أخيراً، بدلوه في هذا الموضوع؟!

يا جماعة… طفح الكيل فعلاً.