IMLebanon

مصادر غربية: على لبنان اعادة احياء «النأي بالنفس»

 

في انتظار ظهور تردّدات قرارات ترامب الاخيرة اقليميا ولبنانيا، جاء قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب تجاه الاتفاق النووي الايراني وما خلفه من توازنات، اقل مما راهن عليه الكثيرون، وهو بيت القصيد، وسط الاجماع على ان ما حصل سيخلق بالتاكيد واقعا جديدا في المنطقة، تدل مواقف الدول الخليجية المرحبة بالاستراتيجية الاميركية الجديدة، الى ان الرياح التي ستلفح الاقليم في الفترة المقبلة، لن تكون هادئة، رغم ان السؤال الاكبر سيبقى كيف واين سترد الجمهورية الاسلامية.

مصادر دبلوماسية غربية اشارت الى ان مواقف الاطراف من قرار ترامب جاء على خلفية ما خلفه الاتفاق من تقاطع مصالح وتقاسم نفوذ بين ادارة اوباما الديمقراطية والجمهورية الاسلامية، والتي جاءت لصالح الاوروبيين والروس وبعض القوى، اذ فتحت الاسواق الايرانية امام دول الاتحاد كما اعادت موسكو انتشارها في المنطقة نتيجة التعاون الذي قام بينها وبين طهران في سوريا، من هنا الرفض المفهوم لهذه القوى لاي تراجع عن الاتفاق ونتائجه.

في المقابل اكدت المصادر ان الموقف الخليجي الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية واسرائيل، المرحب «بالقفزة الترامبية» وان جاءت اقل من توقعات تل ابيب والرياض، مفهوم ايضا ذلك ان اعادة النظر الاميركية ستسمح للدولة العبرية «بالتخلص» من غريمها حزب الله وابعاد الحرس الثوري الايراني عن حدودها في الجولان، كما ستسمح للسعودية باعادة تموضع جديد في الساحات العربية بعدما كانت انكفأت في الفترة السابقة تحت ضغط التوافق الاوبامي-الروحاني.

عليه، وبحسب ما تتوقع المصادر الغربية فان الساحة اللبنانية ستشهد موجة تصعيد قد تتخطى حدود الحرب الكلامية ذلك ان اي ضمانات اوروبية او حتى روسية لن تكون نافعة في ظل عودة العلاقات الاميركية – الاسرائيلية الى افضل حالاتها، واستعداد واشنطن «لقرص ايران عبر حزب الله، مشيرة الى ان العقوبات والضغط الذي ينتظر ان يطال حزب الله ،هو في الحقيقة حرب اميركية بالوكالة ضد طهران، اكثر مما هو هدفه حزب الله بحد ذاته،بعدما اجادت قيادة الحزب اللعب ضمن المسلمات الدولية على الساحة السورية.

لذلك ترى المصادر ان كل الاحتمالات مفتوحة فيما خص الساحة اللبنانية، كاشفة ان الخطة الاميركية باتت واضحة المعالم لجهة تدرجها تصعيديا ضد حزب الله ،وسط قناعة اميركية بان اوروبا ستلتحق بركب موجتها كما ان موسكو بدورها من مصلحتها اضعاف طهران لتنفرد بالملف السوري، فضلا عن ان ال«جزرة» السعودية فعلت فعلها في الكرملين ،واولى البوادر تعليق صفقة ال «اس400» لانقرة عمليا.

وتختم المصادر الغربية بان الواضح في الولايات المتحدة حتى الساعة ان قرار تعزيز الجيش اللبناني وتسليحه مستمر وبوتيرة اكبر واسرع، باعتباره الوحيد القادر على خلق توازن في المعادلة الداخلية،طبعا في حال استمرت قيادة الجيش على السير في سياستها المعتمدة حتى الساعة واستطاعت التحرر من الضغوطات السياسية.

وسط هذه الاجواء غير المطمئنة، رأت اوساط سياسية متابعة ان عمل الحكومة حاليا يجب ان يرتكز على تحصين الساحة الداخلية لمواجهة العواصف المنتظرة، والتي كثرت التلميحات الدولية حولها خلال الايام القليلة الماضية ، اذ يبدو ان طوق النجاة اللبناني سيكون باعادة احياء سياسة «النأي بالنفس» وتحييد لبنان حكومة ومؤسسات عما يجري في محيطه لان موقفه لن يقدم او يؤخر في الكباش الحاصل بين واشنطن وطهران، ولان لا مصلحة له بان يصطف باي محور.