IMLebanon

ماذا يعني ربط الجبهة الشرقية للحدود اللبنانية – السورية بجبهة القلمون السورية؟

ماذا يعني ربط الجبهة الشرقية للحدود اللبنانية – السورية بجبهة القلمون السورية؟

 معركة جرود بريتال تفتح الباب اللبناني أمام تداعيات أمنية غير محسوبة

رفعت معركة جرود بريتال من منسوب المخاوف من إشعال جبهة الحدود الشرقية بعد هجوم مجموعات من «جبهة النصرة» على مركز لـ «حزب الله»، خاصة وأن المسلحين السوريين قد تمكنوا من دخول عمق الأراضي اللبنانية، ومهاجمة مراكز الحزب، وهو الأمر نفسه الذي حصل في معركة عرسال في 2 آب الماضي عندما شنّ هجوماً على مراكز الجيش اللبناني وقتلوا عدداً من ضباطه وجنوده وأسروا آخرين، وأشارت أوساط متابعة لما يجري في هذه المنطقة، إلى أن التطورات الميدانية التي شهدتها جرود بريتال في الأيام القليلة الماضية عكست بوضوح أن المسلحين الإرهابيين الذين يجدون أنفسهم محاصرين، يسعون إلى أن يكون لهم ممر آمن إلى الأراضي اللبنانية لاستمرار التواصل مع النازحين السوريين، مع اقتراب فصل الشتاء الذي لا يسمح لهم بالتحرك كثيراً، وبالتالي فإن ما حصل في جرود بريتال كان متوقعاً ومن الممكن أن يتكرر في أي وقت، بعدما ظهر لـ «النصرة» أنها قادرة على التحرك داخل الأراضي اللبنانية وتحديداً في المناطق المحسوبة عسكرياً تحت سيطرة «حزب الله» الذي تعرض لنكسة قوية جراء الخسائر البشرية التي لحقت به من خلال هذا الهجوم.

ولفتت الأوساط إلى أن لبنان دخل مرحلة جديدة شديدة الخطورة نتيجة العملية العسكرية المباغتة التي شنتها مجموعات هذا التنظيم الإرهابي، ما يفتح الأبواب على شتى الاحتمالات، في ظل التحذيرات المتكررة على لسان قادة سياسيين وعسكريين كبار من إمكانية تجدد المعارك في عرسال بين الجيش اللبناني والمسلحين الذين يريدون إعادة فتح جبهة جديدة من القتال مع الجيش ينتظر أن تكون هذه المرة في حال حصولها على نطاق أوسع وأشمل، دون استبعاد أن يدخلها «حزب الله» بقوة في حال دفعته التطورات الميدانية إلى اتخاذ مثل هكذا خطوة، مع ما لذلك من انعكاسات بالغة الخطورة على الوضع الأمني في البقاع بأكمله.

وبرأي مصادر نيابية بقاعية، فإن لمعركة جرود بريتال تداعيات بالغة الخطورة سترخي بثقلها على منطقة البقاع بأكملها، بعدما استطاع الإرهابيون من الدخول إلى عمق الأراضي اللبنانية، في منطقة خاضعة لنفوذ «حزب الله»، ما يدحض ما يقوله قادة هذا الأخير، بأن تدخله في سوريا حال دون مجيء الإرهاب إلى لبنان، الأمر الذي يفرض أن يتعظ «حزب الله» مما جرى ويبادر إلى اتخاذ القرار الصائب بالانسحاب من سوريا لتجنيب لبنان انعكاسات ما يجري في سوريا. وعندها وفي حال حصول أي اعتداء مسلح من جانب هؤلاء الإرهابيين، فإن اللبنانيين سيقفون صفاً واحداً خلف الجيش اللبناني دفاعاً عن وطنهم وسيادتهم، مشيرة إلى أن هدف «النصرة ومعها «داعش»، دفع «حزب الله» إلى حرب استنزاف في عقر داره، قد تقود إلى ربط الجبهة الشرقية للحدود اللبنانية السورية بجبهة القلمون، مع ما يمكن أن يستتبع ذلك من تطورات عسكرية ميدانية ستشمل كافة المناطق البقاعية التي قد تصبح أرضاً خصبة للفتن الطائفية والمذهبية وهذا ما تسعى إليه هذه الجماعات المسلحة الإجرامية.

وتشدد المصادر على أن المطلوب توفير كل الدعم المطلوب للجيش سياسياً ولوجستياً ليتمكن من جبه المعتدين لوحده، لما يتمتع به من مساندة شعبية من مختلف شرائح المجتمع اللبناني، تفادياً لأي محاولة من جانب أي فريق لبناني قد يلجأ إلى استنساخ تجربة «حزب الله» في الأمن الذاتي وحمل السلاح بذريعة الدفاع عن منطقته، باعتبار أن لذلك مخاطر لا يُستهان بها على السلم الأهلي، ما يتطلب من الجيش أن يتسلم المبادرة ويأخذ على عاتقه حماية الحدود والتصدي لأي محاولة من جانب أي فريق يريد العبث باستقرار وأمن لبنان، تماماً كما أظهرت معارك عرسال أن المؤسسة العسكرية قادرة على دحر المعتدين وفرض الأمن وتأمينه للبنانيين والمقيمين، ما ينزع أي ذريعة للآخرين بالتسلح لحماية المناطق اللبنانية المتاخمة للحدود، شرط أن يتواكب ذلك مع حصول الجيش على الأسلحة التي يحتاجها للقضاء على الإرهابيين ومنعهم من التجرؤ على دخول الأراضي اللبنانية.