IMLebanon

ما تأثير عملية شبعا على حوار «المستقبل» -«حزب الله»؟

بعد العملية الأمنيّة التي نفّذها «حزب الله» داخل مزارع شبعا، واستهدفَ فيها قافلةً إسرائيلية، عاد الوضعُ الأمني في الجنوب إلى الواجهة، بعدما كانت الأحداث على الحدود اللبنانية-السورية وتصَدّي الجيش اللبناني للإرهابيين في عرسال ورأس بعلبك هو الحدث الأساسي.

بعد المواقف التي أطلقَها أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة، وأبرزُها الاشتباك مع دولة البحرين، والتي أثارَت عاصفةً من الردود، تخوّفَت بعض الأوساط من أن تنعكس هذه المواقف على الحوار بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، ما يؤدّي إلى تعليق هذا الحوار بغية وضعِ قواعد جديدة تُعيد انتظام المسار الحواري مجدّداً، خصوصاً أنّ الحزب غيرُ مستعدّ لتهدئة القضايا الخلافية الكبرى التي تثير التوتّر المذهبي في الشارع.

وفي هذا السياق، يقول مصدر في 14 آذار لـ»الجمهورية» إنّ «هناك ثلاثة أسباب رئيسية للاحتقان المذهبي والتي يبدو أنّ الحوار الثنائي لن يقاربَها؛ ويعود السبب الأوّل إلى قتال «حزب الله» في سوريا وعدم استعداده للخروج من هذا المستنقع الذي يؤدّي إلى التوتّر والإحتقان والتشنّج على الصعيد الداخلي والإقليمي.

أمّا السبب الثاني فيتعلّق بالمحكمة الدولية التي يصرّ «حزب الله» على رفض التعامل معها وتسليم المتّهمين، ما يعني أنّه لا يهتمّ لهواجس السُنّة من أجل كشفِ حقيقة مقتل الزعيم الأكبر للطائفة السُنّية.

في حين أنّ السبب الثالث يعود إلى أنّ «حزب الله» يتمسّك بقرار الحرب ويستخدم السلاح في الداخل وعلى الحدود من دون أيّ مراعاة لما تفرضُه الشراكة في لبنان ولا ميثاق العيش المشترَك، فيحكم منفرداً غيرَ آبهٍ بما أسفرَ عنه هذا التفلّت في محطات سابقة من استجلاب الحروب على لبنان.

ويشير المصدر إلى أنّ «ما حصلَ بالأمس في شبعا يجدّد الهواجس نفسَها، إذ إنّ الحزب لم يستجِب للمناشدات اللبنانية التي دعَته إلى الامتناع عن الردّ على عملية القنيطرة في لبنان، وبالتالي أن يكون الردّ في القنيطرة نفسها، ولكنّ الحزب ضربَ عرض الحائط كلّ تلك المناشدات وردّ عبر الحدود اللبنانية مجازِفاً بحرب محتمَلة بينه وبين إسرائيل في تكرارٍ لسيناريو عام 2006 «.

وتساءَل المصدر «مَن يضمن أن تكتفي إسرائيل بهذا الردّ؟ لماذا إعطاءُ إسرائيل ذريعةً قد تكون هي في أمَسّ الحاجة إليها من أجل التشويش أو ضربِ أو إسقاطِ أيّ تفاهم محتمَل بين واشنطن وطهران في شأن الملفّ النوَوي؟

لماذا إعطاء إسرائيل ذريعةً لفتحِ حرب إقليمية على خَلفية نوَوية لجَلبها إلى لبنان؟ لماذا لم يردّ الحزب في الجولان حيث تمَّ استهدافه؟ هل ردُّ الحزبِ يعني أنّه لا يأخذ بعين الاعتبار مصلحةَ لبنان واللبنانيين ولا مناشدات المسؤولين، وأنّ أولوياته تنصَبّ فقط على ردّ الاعتبار لنفسِه؟».

وتحدّثَ المصدر عن «نقاش جدّي داخل الدوائر الضيّقة في «تيار المستقبل» عن جدوى استمرار الحوار الذي يتناول فقط مسائل شكلية تفصيلية ثانوية تتعلّق بشعائر حزبية وأعلام ومراكز، فيما يتجاهل القضايا المصيرية التي تهدّد مصيرَ لبنان، مثل عملية شبعا التي كانت ستؤدّي إلى حربٍ لا أحد يمكن أن يتحمّل عواقبَها. وتوقّعَ المصدر أن «يُصار البحث جدّياً في الجلسة المقبلة في الملفات المصيرية تمهيداً لاستمرار الحوار أو تعليقه.

إلى ذلك، أكّد عضو «كتلة المستقبل» النائب جان أوغاسبيان أنّه «يتقيّد بالبيان الصادر عن كتلة المستقبل النيابية، والذي جاء فيه أنّ الكتلة تابعَت التطورات الأمنية والعسكرية التي شهدَتها منطقة مزارع شبعا، وهي حريصة على اعتبار أمن لبنان وسلامة اللبنانيين في مقدّمة الاهتمامات، والابتعاد قولاً وعملاً عن أيّ خطر على لبنان، والالتزام الكامل باحترام القرار 1701».

كذلك، أكّد أنّ «الحوار بين «حزب الله» و»تيار المستقبل» ما زال قائماً في المبدأ، وما حصل في شبعا لن يقطعه، فلا شيء تغيّر وإنّما لا يُمكن الدخول في الوقت الحالي بتفاصيله».

من جهة أخرى، قال مصدر في 8 آذار لـ»الجمهورية» إنّ «حزب الله» احترمَ قرار 1701 ولم يخرج عن قواعد اللعبة، والمزايدات عليه في موضوع جَرّ لبنان إلى الحرب في غير محلّها، بل تخدم العدوّ الاسرائيلي، لأنّ العملية هي عمليّة مقاومة بامتياز، ومن البديهي والطبيعي أن تحصل من مزارع شبعا، كما أنّ الحزب وعد بأنّه سيردّ، وقد جاء الردّ قاسياً،

مؤكّداً على مبدأ توازن الرعب مع إسرائيل التي في حال التساهل معها ستعيد انتهاكاتها للسيادة اللبنانية، كذلك جاء الردّ تأكيداً على أنّ أيّ استهداف سيقابله ردٌّ قاسٍ، كما حصلَ في الأمس، وأيّ ردّ إسرائيلي على الردّ سيعقبه ردٌّ آخر للحزب»، داعياً إلى «الإصغاء جيّداً إلى ما سيقوله السيّد حسن نصرالله عندما سيتوجّه إلى العدوّ، ليكون واضحاً تماماً بأنّه لن يسمح بأيّ تطاول على أيّ مكوّن من مكوّنات الممانعة».