IMLebanon

على ماذا يجب أن نشكر «حزب الله» يا شمخاني؟  

التصريح الذي أدلى به أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني حول فضل «حزب الله» على الحكومة والجيش في لبنان،غريب عجيب، وقبل أن نورد ما علق وردّ به قائد «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع نتوقف عند الأمور التالية:

أولاً- ما قام به «حزب الله» بموضوع المقاومة ضد إسرائيل هو محط تقدير وشكر وعرفان بالجميل، ولكن هذا الكلام صحيح فقط لغاية التحرير الذي جرى عام 2000.

ثانياً- أمّا ما قام به «حزب الله» بعد ذلك فمرفوض، وتتلخص هذه الأخطاء بهذا الشكل اعتباراً من «حرب تموز الإلهية» عام 2006، حيث تكبّد اللبنانيون 5000 قتيل وجريح، وخسارة 15 مليار دولار أميركي زيادة على الديون المثقلة بها الخزينة اللبنانية.

ثالثاً- إنّ دخول «حزب الله» في الحرب الأهلية السورية من دون اتفاق مع شركاء الوطن ومن دون رأي ومصلحة الدولة والشعب اللبناني أيضاً غير مقبول، لأنه يضرب الوحدة الوطنية، ويعرّض السلام في لبنان للخطر، والجميع يتذكر ما حصل بسبب دخول «حزب الله» في الحرب على الشعب السوري من تفجيرات في الضاحية وما جرى في عرسال، ومن خطف للجنود وقوى الأمن الداخلي وغيرها وغيرها من دون أن ننسى هدايا علي المملوك بوساطة الوزير السابق المجرم ميشال سماحة.

رابعاً- كم وكم من الفرص الاقتصادية كانت سوف تعود على لبنان واقتصاده بالخير، وكيف كان سيكون الوضع الاقتصادي لولا تدخل «حزب الله» في سوريا وفي الدول العربية، حيث أصبح ينفّذ كل العمليات العسكرية ضد الدول العربية خصوصاً في الكويت، لا سيما خلية العبدلي التي اكتشفها الأمن الكويتي، وتسببت بمشكلة مع الكويت، ولولا حكمة وتروّي القيادة الكويتية ولا سيما حاكم الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لقطعت الكويت علاقتها مع لبنان.

أما المملكة العربية السعودية، والتي يعتاش فيها 500 ألف لبناني مع عائلاتهم ويرتزقون ويحوّلون حوالى 6 مليارات دولار سنوياً الى لبنان، نرى أنّ «حزب الله» لا تمر مناسبة إلاّ ويتهجّم على الحكم في السعودية.

والبحرين، وما أدراك ما البحرين، وكأنّ «حزب الله» أصبح مسؤولاً عن الحكم في البحرين، والجميع يعلم ويتذكر الخطابات الرنانة للسيّد حول الشيخ الذي أعدمته الحكومة البحرينية لتورّطه في أعمال إرهاب وإيقاظ فتنة سنيّة – شيعية هناك.

أمّا عندما نتحدّث عن اليمن فنظن أنّ السيّد حسن نصرالله مشغول باله ومهتم باليمن أكثر من انشغاله واهتمامه بلبنان، وهمّه الوحيد الحوثيون.

وأخيراً وليس آخر، اتفاق «حزب الله» مع «داعش» وتهريب عناصر هذا التنظيم من جرود رأس بعلبك والقاع في حافلات مكيّفة حرصاً عليهم الى الرقة.

أمّا الطامة الكبرى فتمثلت ببيان الحزب الذي استنكر التعرّض للحافلات التي تقل مقاتلين من «داعش» وعائلاتهم وأبدى حرصه وخوفه عليهم.

وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع علق في بيان له على تصريح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني حول «فضل حزب الله على الحكومة والجيش في لبنان»، قائلاً: «أعتقد أنه لم تتم ترجمة تصريح السيّد شمخاني بشكل دقيق إذ إنّ ما قصده هو أنّ «حزب الله» له الفضل الكبير على الحكومة والجيش في إيران، وليس على الحكومة والجيش في لبنان، وذلك نظراً للتضحيات الهائلة التي قدمها الحزب في سبيل ترجمة الاستراتيجية الايرانية في المنطقة بدءًا من سوريا وليس انتهاء باليمن، وأمّا الفضل الأكبر للحزب فيعود على نظام بشار الأسد لأنه لولاه لكان سقط منذ بداية الثورة السورية».

فعلى ماذا يجب أن يشكر الشعب والدولة اللبنانية «حزب الله»؟

عوني الكعكي