IMLebanon

متى يدخل «حزب الله» المعركة الى جانب عون؟

نصحت مصادر في قوى 8 آذار تيار «المستقبل» وقوى 14 آذار بالشروع في خطوة إيجابية حيال النائب ميشال عون، مؤكدة أنّ حزب الله بعد كلام السيد حسن نصرالله في خطاب 14 آب قبل أيام، سيدخل معركة الشراكة في النظام الى جانب حليفه «التيار الوطني الحر»، ولن يسمح بكسره او استفراده وعزله.

تقول المصادر إنّ «حزب الله» جَادّ في ما أعلنه السيّد نصرالله من مواقف داخلية. صحيح أنه لا يريد وصول الامور الى المواجهة والصدام ولديه مصلحة مؤكدة باستقرار البلد، لكنّ أداء السلطة السياسية، وتحديداً «المستقبل»، يُنذر بنزعة «تفرّد» واستئثار تطاول هذه المرة «التيار الوطني الحر» وزعيمه، ولا شيء يمنع أن تُطاول حزب الله وغيره من القوى السياسية المكوّنة للنسيج اللبناني.

وبحسب المصادر عينها، ثمّة «أطروحة» سياسية جديدة قدّمها نصرالله في الخطاب الاخير حين تحدّث في الوضع الداخلي. إعتاد لبنان منذ تأسيسه على منطق الشراكة والتوافق، وحين كانت تنزع طائفة او أكثر الى التفرّد والاستئثار، كان ينفجر الوضع ويصِل الى الصدام والحرب الأهلية.

لذلك، وبناء على التجربة اللبنانية الطويلة، يَجد حزب الله في الخلاصة أنّ لبنان لا يُحكَم بطائفة قائدة أو اثنتين. وحين تجنَح طائفة نحو أدوار دولتية من خارج الشراكة، تشعر بقية الطوائف بالغبن والاحباط.

هذا ما جرى بعد اصطدام مصالح وأولويّات الثنائية «الدرزية ـ المارونية» منتصف القرن التاسع عشر، وما حصل عقب قيام الثنائية «المارونية ـ السنية» التي حكمت البلد بعد الاستقلال. وكذلك الامر بالنسبة الى الثنائية «السنية ـ الشيعية» في مرحلة التسعينات، والتي انفرطت عام 2005 بعد صدور القرار 1559 واغتيال الرئيس رفيق الحريري.

إضافة الى هذه الرؤية المبدئية، تأتي مسألة التحالف مع عون. وتكشف المصادر أنّ كثيراً من القواعد والكوادر في حزب الله شعروا بالضيق ومارسوا ضغطاً لأجل توضيح موقف الحزب من مطالب التيار حين شعروا انّ عون يخوض المعركة وحيداً. لا شك في أنّ القيادة تعرف نبض شارعها ولم تتأخر في التعبير عنه سياسياً في وضوح سيأخذ أشكالاً مختلفة.

شَكل الدعم الذي سيقدّمه حزب الله لـ»التيار الوطني الحر» مفتوح. هو الآن دعم سياسي ودعوة للحوار مع التيار والاستجابة الى مطالبه. حزب الله يريد بقاء الحكومة واستمرارها، لكنه لن يفرّط بتحالفه مع عون من أجلها. وهنا تذكّر المصادر بأنّ «التيار الوطني الحر» نزل الى الشارع عام 2007 وتضامن مع حزب الله وحركة «أمل» عندما خرج وزراؤهما من الحكومة.

العلاقة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وعون تسير في اتجاه التفاهم. والنداء الذي وجّهه نصرالله للقيادات الوطنية المسيحية لمراجعة موقفها من الدعوة الى جلسة نيابية تشريعية، مقدّمة في هذا الاتجاه. ومسارعة عون الى الاعلان عبر قناة «المنار» عن الشروع في مراجعة هذا الموقف يوحي بتغيير في موقف الرابية حيال مطالب «عين التينة» الداعية الى إصدار مرسوم حكومي بفتح دورة إستثنائية لمجلس النواب.

من الخطأ، بحسب المصادر، تجاهل مطالب المسيحيين في الظرف الذي تعيشه المنطقة. الوجود المسيحي أهمّ ردّ إسلامي على مساعي إسرائيل للدفع نحو يهودية الدولة في فلسطين المحتلة. من هذا المنظار الاستراتيجي يقرأ محور المقاومة في المسألة المسيحية المشرقية، وعلى هذا النوع من الفهم يؤسّس لمواقفه.

لا مصلحة لأحد بإضعاف المسيحيين وإحباطهم تمهيداً لهجرتهم او لتهجيرهم. بل يقع الحفاظ عليهم وإشعارهم بالشراكة التامّة، في صُلب أولويات الحضور الاسلامي ووظائفه في لبنان لأسباب متّصلة بالصيغة وبالنزاع الدائر في المنطقة، وفي مقدمه النزاع مع إسرائيل.