IMLebanon

أين المشروع العربي؟!

 

تعيش منطقتنا اليوم تحت وطأة ثلاثة مشاريع، وهي للأسف ضدنا:

 

أولاً: المشروع الاسرائيلي، والذي بدأ باحتلال فلسطين وطرد أهلها، ولم يكتفِ بذلك، بل قام بحرب عام 1967 واحتل قسماً من مصر (سيناء) وقسماً من سوريا (الجولان) وقسماً من الاردن (الضفة الغربية) وقطاع غزة.

 

ثانياً: المشروع الايراني، وجاء مع آية الله الخميني عام 1979 بعدما قام بانقلاب على شاه إيران، وأعلن الدولة الاسلامية، وهذا المشروع هو مشروع التشيّع، إذ يريد أن يحوّل العالم العربي الاسلامي السنّي الى شيعي، وتصدّى لهذا المشروع الرئيس صدام حسين فكانت حرباً ضروساً بين الفرس والعرب لمدة 8 سنوات، دمرت العراق ودمرت إيران، وكانت نتائجها أكثر من 1000 مليار دولار خسائر و2 مليون قتيل من الطرفين.

 

والمشروع الايراني لم يكتفِ بالحرب على العراق، بل استغل الاحتلال الاسرائيلي للبنان عام 1982 فأسس «حزب الله» اللبناني تحت شعار مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، وبدأت إيران بتزويد الحزب بالمال والسلاح، خصوصاً الصواريخ، حيث استطاع هذا الحزب وبمساعدة إيرانية مع مقاومة لبنانية وطنية من كل أطياف الشعب اللبناني الوقوف في وجه الاجتياح الاسرائيلي، ولا ننسى المساعدة السورية، إذ لولا سوريا ما كان يمكن أن تصل الاسلحة الى لبنان.

 

والحمد لله في عام 2000 انسحبت اسرائيل من لبنان، وكان هذا أول انتصار عربي على إسرائيل حين أجبر اللبنانيون إسرائيل على الانسحاب.

 

وبعدها قامت حرب 2006 حرب تموز، وهنا خلاف على هذه الحرب إذ يراها «حزب الله» إنتصاراً إلهياً بينما يراها البعض انها كانت ضد لبنان، حيث كلفتنا 5000 قتيل وجريح من الجيش والشعب اللبناني، و»حزب الله»، وكلفتنا أيضاً 15 مليار دولار خسائر في البنية التحتية، وحصلت إسرائيل على القرار 1701 الذي طرد «حزب الله» من جنوب لبنان، وتم إبعاده الى شمال نهر الليطاني، وانحرف مسار المعركة ليتم احتلال بيروت بدل تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

 

وأصبح هذا الحزب، كما يقول أمينه العام السيّد حسن نصرالله، جزءًا لا يتجزأ من ولاية الفقيه، إذ أصبحت مرجعيته في إيران وليس في لبنان.

 

وإيران تتباهى على لسان زعمائها وقياداتها من آية الله خامنئي الى الرئيس روحاني الى القادة العسكريين انهم يسيطرون على 4 عواصم عربية ليصبح المشروع الايراني اليوم مشروعاً يسيطر على اليمن وسوريا والعراق ولبنان.

 

أما المشروع الثالث فهو المشروع التركي، إذ بعدما عززت تركيا وضعها الاقتصادي بقيادة «حزب العدالة التنمية» أي «الاخوان المسلمين» تريد أن تتوسع على حساب جيرانها، ابتداء من سوريا.

 

أهمية سوريا أنّ هناك منطقة كبيرة يسكنها الاكراد، فإذا اجتمع أكراد العراق (كردستان) مع أكراد سوريا وأكراد إيران وأكراد تركيا، فهذا أمر يخيف تركيا، إذ ليس من مصلحتها أن تقوم دولة كردية، ومن أجل ذلك فإنّ الحرب الأهلية السورية قد دفعت بـ4 ملايين لاجئ سوري الى تركيا، بالاضافة الى أن تركيا احتلت قسماً من سوريا تحت ذريعة المحافظة على أمنها، والحجة دائماً عدم السماح بإقامة دولة كردية.

 

أمام هذه المشاريع الثلاثة نقول أين المشروع العربي؟!

 

صحيح ان هناك علاقات أكثر من جيدة بين المملكة العربية السعودية والعزيزة مصر، وبين دولة الامارات العربية المتحدة، ولكن هذا الاتفاق لم يصل الى مستوى أن يكون مشروعاً يجابه المشاريع الثلاثة التي تحدثنا عنها.

 

من هنا نقول إنّه آن الأوان لكي نقوم بإقامة مشروع عربي يضم كل الدول العربية، كما حدث في حرب 1973، وساعتها فقط سيكون للعرب مشروع يستطيع أن يجابه أي مشروع ضدهم.