IMLebanon

اين العالم من الحرب في سوريا؟!

اين الامم المتحدة، بل  اين مجلس الامن الدولي من الحرب التي تشن على شمال سوريا عموما ومدينة حلب خصوصا؟!

الذين يعرفون طبيعة الحرب التي تشنها الطائرات الحربية الروسية على الاراضي السورية يعرفون ان الامم المتحدة ضالعة مثلها مثل مجلس الامن الدولي في تدمير كل ما له علاقة بخصوم النظام السوري، وايضا مثل ضلوع نظام بشار الاسد في قتل شعبه بأبشع انواع الاسلحة الفتاكة التي تكاد ان تقضي على كل شيء اسمه سوريا كشعب وارض ومؤسسات، من غير ان ننسى ضلوع الولايات المتحدة الاميركية في الحرب على سوريا طالما انها شريكة في محاولات متأخرة نسبيا في تكريس الهدنة (…)

يقول الوسيط الدولي ستيفان  دو ميستورا انه يسعى جاهدا لوقف الحرب التي دخلها الروس بحجة الدفاع عن نظام بشار الاسد، الى ان تبين ان ذريعة مقاتلة تنظيم داعش والنصرة ليست في محلها لان القتال الدائر في سوريا بلغ ذورة القتل العشوائي الذي يأخذ في طريقه خصوم النظام الذين سبق للاسرة الدولية ان باركت تحركهم الديموقراطي في بداياته للخلاص من حكم جائر، رفع وتيرة القتل بالتفاهم مع روسيا، من غير ان يسمح لاحد بأن  يدخل على خط التهدئة السياسية على رغم ارتفاع حصيلة جرائم الحرب الى اكثر من مليون ونصف مليون ضحية، فضلا عن نزوح ما يتجاوز عشرة ملايين سوري اجبروا على اخلاء منازلهم واملاكهم بفعل القتل الذي لم يوفر احدا منهم؟!

ان جرائم النظام  دخلت كتاب »غينس« للارقام القياسية بفعل استمرار القتال والمجازر من غير ان يصدر عن الاسرة الدولية ما يفهم منه ان الامم المتحدة يمكن ان تفكر بوسيلة ما لوقف المجازر التي يرتكبها الروس بتفاهم لا اخلاقي مع الامم  المتحدة خصوصا والولايات المتحدة عموما، لاسيما بعدما سبق لواشنطن ان لوحت بضرب نظام الاسد  واسقاطه ردا على جرائم الابادة التي يرتكبها، الى ان تبين للعالم بأسره ان الروس، عادوا وسبقوا واشنطن في دخول الحرب، على اساس ان مصلحتهم الدولية والاقليمية تملي عليهم انقاذ بشار الاسد من نهاية حتمية لنظام حكمه (…)

ولان العالم بأسره، لم يعد قادرا على لجم الطيران الحربي الروسي ظهر واضحا ان الامم المتحدة ضالعة في حربها داخل سوريا ترجمة لما تراه من مصلحتها التي تقضي على سوريا وتمزقها اربا.

اما مجلس الامن الدولي فانه لم يتوان عن ارسال موفدين  للايحاء بانه مهتم بوقف الحرب المجرمة، فيما يقتصر دوره على اصدار قرارات تدعو الى وقف القتال على رغم المجازر المتواصلة الى حد استنزاف طاقات معارضي النظام من غير داعش والنصرة، كي لا يقال ان الطيران الحربي الروسي مثله مثل الطيران الحربي السوري مستمر في قتل السوريين  وتدمير مؤسساتها بمستوى تدمير منازلهم وزيادة عدد النازحين؟!

وفي مقابل هذا النهج المدمر على مدار الساعة، يظهر الوسيط الدولي ستيفان دو ميستورا  وكأنه ضيف غفلة لا يعرف من مهمته سوى ترتيب اجراءات وقتية لوقف النار ليس الا، مع علمه وعلم المعلم الروسي ان القتل يجب ان يتواصل مهما اختلفت الاعتبارات الديبلوماسية والعسكرية لمجرد ان الغاية واحدة، لان وقف النار يسقط بمجرد قيام الطائرات الحربية بطلعات تنفذ خلالها قصفا وحشيا زيادة، عما كان ولا يزال يقوم به من قتل ودمار يشبهان ابشع انواع المجازر الوحشية؟!

وعندما يقال ان الروس يرتكبون مجازر حرب، فان مجلس الامن الدولي لا يتدخل في الامر، الا في مجال ترتيب وقف اطلاق نار ومن ثم كسره في حال لم يؤد القتال واعمال القصف الجوي الغاية المرجوة منهما، قبل ان تعود الامم المتحدة الى اتخاذ قرارات تدعو الى وقف النار، والامر عينه لا يغيب عن المناسبات السياسية العربية التي لا تختلف بشيء عما يصدر عن الاسرة الدولية ومجلس الامن الدولي (…)

صحيح ان العرب منشغلون  بمشاكل واهتمامات سوريا والعراق واليمن وليبيا، فيما لا يبدو من اي بلد عربي ما يفهم منه ان سوريا في طريقها الى التفكك والاضمحلال كرمى  لعيون  من لا يريد تعافيها لمجرد ان نظامها المجرم يواصل انتهاكاته وجرائمه على مدار الساعة بدعم ومساعدة من روسيا الاتحادية التي تتطلع الى ان ترث ابشع مظاهر الحرب وعلى اساس ان يكون لها دور في السلام لم تقدر على ان تلعبه لمجرد انها فضلت الحرب على ما عداها؟!