IMLebanon

هل تشهد مشاركة الحريري في جلسة 2 آذار إنتخاب الرئيس العتيد؟

هل تشهد مشاركة الحريري في جلسة 2 آذار إنتخاب الرئيس العتيد؟

موقف «حزب الله» من دعوة «المستقبل» لا يوحي بإنتهاء الشغور الرئاسي

يضع رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري في صلب أولوياته بعد عودته إلى بيروت تكثيف اتصالاته ومشاوراته، من أجل تهيئة المناخات التي تسمح بتأمين أوسع مشاركة نيابية في جلسة الانتخاب الرئاسي الـ»36» المقررة في 2 آذار المقبل والتي أعلن مشاركته فيها، بانتظار اتضاح صورة المواقف لدى الفريق الآخر وتحديداً «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» اللذين يصران على عدم المشاركة، إلا في حال حصول توافق مسبق على انتخاب النائب ميشال عون وهذا أمر يواجه بالرفض من قبل «تيار المستقبل» وحلفائه في «14 آذار»، على ما أكده الحريري ورئيس «حزب الكتائب» النائب سامي الجميل اللذان أبديا إصرارهما على التزام العملية الديموقراطية في الانتخابات الرئاسية وعدم استعدادهما للقبول بما يسعى إليه «حزب الله» وهو فرض النائب عون رئيساً.

واستناداً إلى المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، فإن الرئيس الحريري يشدد خلال لقاءاته التي يعقدها بعد عودته إلى بيروت على أن الأولوية لديه هي العمل على الإسراع في إنهاء الشغور القاتل وانتخاب الرئيس العتيد في جلسة 2 آذار التي يراها مؤاتية لتصاعد «الدخان الأبيض» إذا اقتنع «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، بأن لا طائل من استمرار الشغور وأن مصلحة البلد والناس تقضي بتأمين النصاب لانتخاب الرئيس من بين المرشحين الثلاثة، في إطار احترام المعايير الديموقراطية التي تنص عليها العملية الانتخابية، ليكون للبنان رئيس يحظى بدعم وتأييد الكتل النيابية والسياسية، وهذا ما سيعيد الاعتبار إلى دور المؤسسات ويفعّل أداءها ويخرج لبنان من الأزمة الرئاسية التي تقترب من دخول عامها الثالث، بعيداً من سياسة الفرض والإملاء التي لا يمكن أن تتوافق مع مصلحة اللبنانيين التواقين إلى حصول الانتخابات الرئاسية في أجواء ديموقراطية سليمة.

وفيما تترقب الأوساط السياسية الزيارة المرجحة للنائب فرنجية إلى بيت الوسط للقاء الرئيس الحريري وإمكانية زيارة مماثلة للنائب عون، فإن الأنظار مشدودة إلى طريقة تعاطي «حزب الله» مع دعوة رئيس «المستقبل» إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، كونه يتقدم سائر الأولويات والاستحقاقات، بعيداً من المراهنات على التحولات الإقليمية والدولية التي لن تكون في مصلحة أحد، لأن الانتخابات الرئاسية شأن داخلي قبل أي شيء، دون إغفال العوامل الخارجية، لكن القرار الأول والأخير يجب أن يكون للبنانيين الذين عليهم واجب اختيار رئيسهم عبر طريقة الاقتراع التي ينص عليها الدستور وليس عبر محاولات الضغط للتوافق على اسم دون غيره، كما هو حاصل اليوم مع «حزب الله» الذي يعمل جاهداً للحصول على إقرار من القوى السياسية بانتخاب حليفه عون رئيساً.

وفي هذا الإطار، ترى أوساط قيادية في «14 آذار»، أن الأطراف الداخلية وخاصة «حزب الله» وبعض حلفائه، مدعوة إلى التفكير بمصلحة البلد جدياً ومواجهة ساعة الحقيقة وملاقاة الرئيس الحريري على طريق الدفع باتجاه أن تكون الجلسة الانتخابية المقبلة حاسمة وتشهد المفاجأة السعيدة بانتخاب الرئيس الذي طال انتظاره لطي هذه الصفحة المؤلمة، إيذاناً ببداية مرحلة جديدة والخروج من النفق مع العهد الجديد.