IMLebanon

هل يكون المخرَج بالرئيس التوافقي بعد وصول خياريْ عون وفرنجية إلى الحائط المسدود؟

الحريري سيؤكد في ١٤ شباط رفضه القبول بأي رئيس يفرضه «حزب الله» على اللبنانيين

هل يكون المخرَج بالرئيس التوافقي بعد وصول خياريْ عون وفرنجية إلى الحائط المسدود؟

مع استمرار التعطيل الممنهج للانتخابات الرئاسية جراء إصرار «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» على كسر نصاب جلسات الانتخابات للمرة الـ«35» توالياً، لا يبدو أن هناك أي إمكانية لتوقع بروز تطورات إيجابية على هذا الصعيد، في ظل تمسك «حزب الله» بانتخاب حليفه النائب ميشال عون أو لا انتخابات، وبالتالي فإن هذه المعادلة مرشحة لأن تطول أكثر فأكثر، مع انسداد مخارج الأفق داخلياً وإقليمياً بما يتصل بالانتخابات الرئاسية التي أصبحت أسيرة التجاذبات الإقليمية ورفض إيران الإفراج عن هذه الورقة كما هو واضح، من خلال سير الأمور ومجريات التطورات المتصلة بهذا الاستحقاق. وبعد خطوة رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، بدعم ترشيح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ورد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على هذه الخطوة، بتأييد النائب عون للرئاسة الأولى، فإن الأنظار تتجه إلى ما سيقوله الحريري في ذكرى 14 شباط الأحد المقبل، وما إذا كان سيعلن صراحة ترشيح فرنجية رسمياً أم أنه سيتجنب ذلك، بعد مواقف «حزب الله» الأخيرة التي بددت أي فرصة في إجراء انتخابات رئاسية ديموقراطية بين المتنافسين، نتيجة إصرار الحزب على عون رئيساً، أو استمرار الفراغ، وهذا الأمر لا يمكن القبول به، لا من «تيار المستقبل» ولا من قوى «14 آذار»، حيث لا تستبعد أوساط نيابية بارزة في «تيار المستقبل»، أن يؤكد الحريري استعداده للسير بمرشح توافقي، إذا كانت حظوظ فرنجية ضعيفة واستمرت المعارضة في وجهه، لكن بالتأكيد لن يقبل بأن يفرض «حزب الله» عون على اللبنانيين ويضعهم أمام خيار واحد وبهذه الطريقة ليقول للجميع، إنه الحاكم والناظم في هذا البلد وإن ما يقرره سينفذ، لافتة إلى أن الحريري سيؤكد في المقابل، على أن سياسة الفرض لا يمكن القبول بها أو التساهل حيالها، لأن مصلحة البلد في وصول رئيس يحظى بأوسع إجماع سياسي ونيابي وشعبي، وبالتالي فإنه عندما قام بترشيح أحد أبرز أقطاب «8 آذار» للرئاسة، فلأنه أراد إيجاد مخرج للواقع المأزوم الذي يعيشه لبنان منذ ما يقارب السنتين، على أمل أن يلقى ذلك تجاوباً من الأطراف السياسية الأخرى التي تشعر بدقة الظروف الداخلية وخطورتها وضرورة مواجهة المرحلة الحالية بخطوات مدروسة ومسؤولة للتخفيف من حجم المعاناة وتداعياتها.

وبالنظر إلى اشتداد حدة الاشتباك الإقليمي الدائر، فإن المعطيات المتوافرة لدى مصادر معنية بملف الرئاسة، لا تشير إلى إمكانية حصول انتخابات رئاسية في المدى المنظور، طالما بقي التوتر في المنطقة قائماً، في ظل معلومات تفيد، بأن الوضع العسكري في سوريا مرشح لتطورات ميدانية بالغة الخطورة، مع تهديدات بتوسيع رقعة العمليات الحربية، ما سيزيد الأمور تعقيداً في أكثر من اتجاه، ما سيغرق لبنان أكثر فأكثر في أزماته الداخلية، لأنه لا أحد سيعيره اهتماماً، باعتبار أن كل الدول في المنطقة لا وقت لديها للبنان، ما يحتّم على اللبنانيين ألا ينتظروا من الآخرين مساعدتهم على حل مشكلاتهم ومن بينها الانتخابات الرئاسية، ريثما تتضح مسار الأحداث في الإقليم وتتظهر الصور بشكلٍ أفضل، لكي يكون من الممكن عندها، معرفة طبيعة المخارج التي ستعتمد لإيجاد حل للمأزق الذي يواجه لبنان من خلال الانتخابات الرئاسية وسواها. ومن هذا المنطلق، على اللبنانيين أن يتدبروا أمرهم بالتي هي أحسن ويوفروا كل الدعم المطلوب للحكومة، لكي تمارس دورها بالحد الأدنى المطلوب في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، ريثما يُصار إلى توافق على إيجاد حل للمعضلة الرئاسية التي يتخبط بها البلد ويقتنع الجميع وفي مقدمهم «حزب الله» والنائب عون، بأن الانتخابات الرئاسية تشكل المدخل الأساسي لاستعادة العافية في هذا البلد وتفعيل دور المؤسسات.