IMLebanon

شحّ المازوت يهدّد استدامة العمل في محطّة تكرير زحلة… فهل مَن يستجيب؟

 

 

نهر الليطاني مهدّد بتدفّق 18 ألف متر مكعب إضافية من مياه المجارير التي تغزوه بالأساس، ما لم تستجب وزارة الطاقة والموارد المائية للمطالبات بتوفير كميات المازوت المطلوبة، للحفاظ على ديمومة عمل محطة الصرف الصحي في زحلة.

 

هذه التحذيرات التي بدأت مع بداية تقنين الكهرباء في مدينة زحلة والقرى التي تستفيد من تغذية شركة كهرباء زحلة بلغت مداها يوم أمس، مع صرخة أطلقتها المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، طالبت من خلالها كافة الجهات المعنية بـ”العمل بشكل فوري على تأمين مادة المازوت اللازمة، لإستدامة تشغيل وصيانة المحطة، تفادياً للوقوع بكارثة بيئية صحية تضاف الى معاناة سكان منطقة الحوض الأعلى لليطاني”.

 

وحذّر مدير عام المصلحة الوطنية لنهر الليطاني سامي علوية في إتصال مع “نداء الوطن” من مخاطر توقف المحطة عن العمل بسبب أزمة المازوت، مشيراً الى “أن أي شلل قسري في المحطة ولو لـ 24 ساعة فقط، كفيل بقتل البكتيريا التي تعالج المياه الآسنة في المحطة، وهذه البكتيريا ستحتاج الى ما لا يقلّ عن ثلاثة الى أربعة أشهر على الاقل حتى تعيد تكوين نفسها، ما يعني القضاء على إستثمار في إنشاء المحطة بلغت قيمته نحو 36 مليون دولار، وهذا مثابة هدر للمال العام وللموارد المائية”.

 

المفارقة التي يتحدث عنها علوية هي أن محطات الصرف الصحي تابعة عملياً لمسؤولية مؤسسات المياه الواقعة تحت وصاية وزارة الطاقة، مثلما هي مسؤولية الوزارة توفير مادة المازوت، وهذا ما يحتّم، وفقاً لعلوية، أن تضع الوزارة خطة إستراتيجية تحدد الأولويات بالنسبة لتأمين مادة المازوت للمرافق الاساسية الحيوية، وفي طليعتها مؤسسات المياه ومحطات تكرير مياه الصرف الصحي.

 

ولفت علوية الى “أن مصلحة الليطاني كانت قد بادرت لتأمين كميات المازوت لمحطة جب جنين من مخزونها، إلا أنها لا تملك الإمكانيات لتوفير الكميات التي تحتاجها محطة زحلة، وبالتالي كانت قد تواصلت عبر وزير السياحة مع وزير الطاقة لتأمين المازوت فوعد بذلك من دون أن تترجم الوعود عملياً حتى اليوم”.

 

رئيس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل أسعد زغيب، لفت من جهته الى مساع اجرتها البلدية لتأمين المادة من الكميات التي تمّت مصادرتها من قبل الجيش اللبناني ومديرية أمن الدولة، ورفعت البلدية كتاباً بهذا الخصوص أيضاً الى النيابة العامة الإستئنافية في البقاع، من دون أن تستجاب طلباتها بتخصيص كميات من هذا المازوت المصادر لتشغيل محطة التكرير.

 

والمعلوم أن محطة تكرير زحلة هي من المحطات القليلة على مجرى نهر الليطاني التي تعمل بشكل فعّال، وقد تأمّن لها دعم إضافي منذ أشهر من قبل الحكومة الإيطالية التي أكدت “مواصلة الدعم للمشروع، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للاستمرار في تشغيل المحطة ومعالجة مياه الصرف الصحي، لثلاث سنوات إضافية بعدما إنتهى عقدها الأول الموقّع مع مجلس الإنماء والإعمار لتجهيز هذه المحطة وتشغيلها.

 

إلا أن شحّ مادة المازوت يهدّد إستمرارية المشروع حتى ولو بدعم إيطالي، وبالتالي كفيل بإعادة الساعة الى الوراء بالنسبة لتشغيل محطة تخدم اكثر من مئتي ألف نسمة في منطقة زحلة ومحيطها، ما يعني حتماً تفاقم الضغوطات البيئية على الليطاني ومصبّه في بحيرة القرعون.

 

فهل يستجيب وزراء حكومة “العزم والعمل” المعنيين لهذه الصرخة من زحلة؟