IMLebanon

زحلة توزّع مقاعدها على 3 لوائح و”القوات” ترفع حواصل مرشحيها التفضيليين

 

 

 

تساوت «القوات اللبنانية» بتحالفها مع الرئيس فؤاد السنيورة في لائحة «زحلة السيادة» مع تحالف «التيار الوطني الحر» و»حزب الله» و»الطاشناق» في لائحة «زحلة الرسالة»، فحصد كل منهما ثلاثة مقاعد من مقاعد دائرة زحلة النيابية السبعة، وأمنت «القوات» في زحلة فوز مرشحيها التفضيليين جورج عقيص والياس إسطفان، مع فوز للمرشح السني على اللائحة بلال الحشيمي، مقابل فوز كل من مرشحي «حزب الله» رامي ابو حمدان، و»التيار» سليم عون، و»الطاشناق» جورج بوشيكيان من لائحة «زحلة الرسالة»، ليغنم النائب ميشال ضاهر بأصوات لائحة «سياديون مستقلون» التي شكلها، بعد بلبلة، إستدعت إعادة فرز نتائج بعض صناديق الإقتراع، ولغط حول إحتساب بعض الأصوات، وصل الى حد الحديث عن خسارة ضاهر للمقعد الكاثوليكي الثاني في الدائرة.

 

فبعدما نامت ماكينته على فوز أكيد بحاصل وكسر أعلى، إعتبرت أوساطه انه سيؤمن وصول المرشح السني عمر حلبلب مع ضاهر، سادت بلبلة منذ ساعات الصباح الأولى داخل أروقة قصر عدل زحلة، حيث كانت لجان الفرز تعمل على إصدار النتائج الرسمية، ترافقت مع أخبار خرجت من غرف لجان الفرز تتحدث عن صعوبة لدى ضاهر في تأمين حاصل أول، وخصوصاً بعد ضم أصوات المغتربين الى عدد المقترعين المقيمين الإجمالي، والذي بدا أنه غيّر الحسابات بالنسبة لتحديد الحواصل.

 

ووفقا لمصادر الماكينات الإنتخابية، فإن عدد الزحليين المغتربين الذي صوتوا في الخارج بلغ 5900 ناخب، صب معظمها لمصلحة «القوات» ومرشحها التفضيلي الذي وجهت أصوات القواتيين لمصلحته أي جورج عقيص. من دون أن يعني ذلك حرمان المرشح الأرثوذكسي في لائحة «القوات» الياس إسطفان كلياً من هذه الأصوات التي منحه إياها غير الحزبيين. كما نالت كل من «زحلة تنتفض» و»التيار الوطني الحر» نسباً من الأصوات، فيما بدت نتائج ضاهر في الإغتراب متدنية.

 

 

كان يمكن الحديث لدى رؤية وجوه العاملين في ماكينة ضاهر المتجهمة، عن خطر لمسه هؤلاء بالنسبة لتأمين الحاصل الأول، الامر الذي رفع منسوب كل من اللائحتين الفائزتين بالحواصل المتبقية بإمكانية رفع حصتهما من المقاعد الى أربعة بدلا من ثلاثة. وبدت المرشحة سابين القاصوف صاحبة الحظ الأوفر بسبب الكسر الاعلى المتوفر في لائحة «القوات»، وقد حضرت الأخيرة الى قصر عدل زحلة، وتمنت أن لا يحصل غش في عملية الفرز.

 

إلا أن النتيجة حسمت بعد ساعات، وأعلنها النائب ميشال ضاهر الذي كان قد انضم قبل انتهاء عملية الفرز الى مندوبي ماكينته، فأشار الى نيله 15477 صوتاً، متحدثاً عن كسر أعلى كان يمكن ان يتوفر للائحته مع رفع عدد المقترعين له بـ 180 صوتاً فقط، الأمر الذي لم يتحقق ولكنه بالتأكيد ضمن له نيابته لولاية ثانية، فيما اعرب عن إفتخاره بالنتيجة التي حققها، قائلا إنها جاءت في معركة خاضها مستقلاً وبعيداً من الأحزاب والإقطاع، الأمر الذي أثار إمتعاض بعض مناصري «القوات» الذين ذكروه بأصوات تيار «المستقبل» التي صبت لمصلحته.

 

في المقابل، نالت لائحة «القوات» 25 الف و646 صوتاً، مع فارق بسيط عن لائحة تحالف «التيار» مع «حزب الله» و»الطاشناق» التي حصدت 27 ألف و872 صوتاً. علماً ان نسبة التصويت الشيعي في قرى قضاء زحلة جاءت اكثر إرتفاعاً من نسبة التصويت السني والمسيحي. الامر الذي حتم وصول المرشح السني بنسبة تصويت متدنية جداً إذا ما قورنت بعدد الناخبين السنة في الدائرة، والذي يفوق وفقاً للارقام الرسمية الخمسين ألفاً.

 

والحشيمي الذي فاز على لائحة «القوات» لم يكن صاحب الحظ الاوفر بأصوات الناخبين السنة، وإنما تفوق عليه وفقا للارقام غير الرسمية المرشح من بلدة مجدل عنجر على لائحة «الكتلة الشعبية» محمد حمود، حتى أن عدد الاصوات التي نالها الاخير فاقت تلك التي حصدتها رئيسة اللائحة ميريام سكاف. إلا أن الرافعة السنية التي عولت عليها «الكتلة الشعبية»، وإن قربت سكاف بشكل كبير من الحاصل الاول، لكنها لم تؤمن لها اجتياز عتبته، فخرجت من السباق الى قبة البرلمان للمرة الثانية منذ إنتخابات 2018، مع ملاحظة حول تراجع في عدد الناخبين الذين منحوها اصواتهم التفضيلية وفقا للنتائج غير الرسمية.

 

وفيما حافظ النائب عقيص على عدد أصوات تفضيلية مشابه لما منحته إياه ماكينة «القوات» سنة 2018، حيث حصل وفقا للارقام الرسمية على 11821 صوتاً، فإن اللافت هو إرتفاع عدد الاصوات التي نالها المرشح التفضيلي الثاني على لائحة «القوات»، أي الياس إسطفان الذي سيحل مكان النائب سيزار المعلوف في كتلة «القوات» على رغم تراجع نسبة الإقتراع في الدائرة عموماً. فنال إسطفان 6768 صوتاً، مقابل حصول المعلوف في سنة 2018 على 3554 صوتاً أي مع إرتفاع قارب الـ3 آلاف صوت.

 

وبإنتظار صدور النتائج الرسمية لباقي الفائزين، الذين رفض بعضهم كشفها قبل إعلانها من وزارة الداخلية، فإن ما لفت أيضاً من خلال قراءة الارقام هو تراجع نسبة التصويت لجميعها في ظل التحالفات القائمة. إذ أن تحالف «القوات» مع مرشح السنيورة لم يوصل نسبة التصويت للائحتها الى عتبة الرقم الذي حققه الشارع السني للائحة تحالفه مع «التيار» في سنة 2018، على رغم إعتراضات بيئة تيار «المستقبل» حينها على هذه التحالفات. فيما بدا أن تحالف «حزب الله» مع «التيار» نجح برفع عدد الاصوات عن تلك التي تحققت من خلال تحالف الرافعة الشيعية مع النائب نقولا فتوش، إذا صوت للائحة الحزب في سنة 2018 نحو 23 ألف و500 مقترع، فيما بلغ عدد المقترعين للائحة الحزب و»التيار» مع «الطاشناق» الذي جير نحو 1800 صوت وفقا لمصادره 27872 صوتا.

 

أما المفاجأة التي حملتها العملية الإنتخابية فكانت في عدد الاصوات التي نالتها لائحة «زحلة تنتفض» وقد خاضت المعركة لأول مرة بمرشح تفضيلي هو الدكتور عيد عازار، وبعيدا من روافع الاحزاب. فنالت «زحلة تنتفض» وفقا لمصادرها 7713 صوتاً، ونال مرشحها التفضيلي 4500 صوت، فيما بلغ مجموع ما حصدته اللوائح التغييرية المتبقية مجتمعة وعددها ثلاث نحو ألفي صوت فقط.