IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 13/11/2020

من عاشر المسؤولين يوم لم يرحل عنهم تاني يوم، وبدلا من أن تهز فرنسا أبدانهم لتأليف الحكومة قبل أمس، ما كان على الرسول الفرنسي إلا البلاغ فأعطاهم “فرصة تانية” تنتهي مهلتها في نهاية العام.

لم ينجح باتريك دوريل في وقف نزف الوقت، وانتشال لعبة المحاصصة من أيدي المقامرين بمستقبل البلاد ومصائر شعبها الذي يصارع على غير جبهة، للبقاء على قيد الحياة.

ومع ذلك فقد أخذهم دوريل على “قد عقلهم”. رئيس الجمهورية فخخ المبادرة الفرنسية بالتشاور الوطني العريض، وجبران باسيل طرح وحدة المعايير بالميزان المذهبي وكل طائفة قوامة على وزرائها، كما وطالب بتطبيق العدالة على الجميع والظلم في السوية السياسية عدل في الرعية الوزارية… رئيس مجلس النواب نبيه بري يتمسك بإنجاز حكومة اليوم قبل الغد على أن يكون وزراؤها اختصاصيين ويحظون بالثقة صدق بري. وثبت بدليل وزير المال غازي وزني كيف تكون الاستقلالية، فوزني باع الاختصاص “بالرخص” حين التجأ إلى مرجعيته السياسية ذات قرار. أما رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، فأصيب بتشنج عضلي لكثرة ما “طلع ونزل” على طريق بعبدا – بيت الوسط.

لا تأليف قبل اقتطاع كل طرف حصته والتشكيل رهن بالأخبار المسربة من تشاؤم بعبدا إلى تشاؤل بيت الوسط.

جميعهم متلهف على نجاح المبادرة الفرنسية، لكن سيوفهم عليها وجميعهم لا يريد شيئا لنفسه، لكن كلا منهم يغني على مواله، في حفلة الدجل. وبين الكذب والتكاذب والكذابين، أمضى الموفد الرئاسي الفرنسي يومه الثاني سائحا مستطلعا بين الرابية وبكفيا وبنشعي ومعراب.

في جولة اليوم اختلى دوريل نصف ساعة مع باسيل، وشهدت الخلوة إعادة ترتيب أفكار رئيس التيار، وأنه يقبل بما يتفق عليه الحريري وعون، وأن الثقة أساس التأليف. وعندما يتوحد المعيار فلن يعود ثمة سبب لتأخير الحكومة، وليس لدينا أي مطلب، وكاد يقول ليس لدينا فرع آخر.

و”بالأملية” حمل باسيل دوريل رسالة إلى الرئيس المكلف: مفادها إسأل الحريري “بيقلك ما في شي بالشخصي بيني وبينه”، وما في إلا كل مودة و”أنا ما بشخصن مشكل”. وعلى هذا المعيار ليس باليد حيلة سوى اللجوء إلى ميشال حايك، ليتنبأ بما يريده التيار. فرئيس الجمهورية ميشال عون حمل بالأمس العقوبات الأميركية مسؤولية التأخير. ومن العائلة نفسها خرج اليوم سليم عون ليقول إن الحريري يتماهى والعقوبات الأميركية على باسيل. لكن أبرز رد على تلك العقوبات كان زيارة الموفد الفرنسي نفسه إلى “نص دين الضاحية” حيث التقى حزب الله ممثلا في رئيس كتلته النيابية.

المندوب الفرنسي يسعى إلى ربط النزاع اللبناني، والمسؤولون اللبنانيون يوالون ويعارضون تحت سقف حكومي واحد ومشوار التأليف طويل.