IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 2021/08/18

الأمتار القليلة التي وضعها الرئيس المكلف تحولت إلى كيلومترات مكعبة قياسا على ارتفاعات نجيب ميقاتي “وفشخته” المديدة، وبالمقاسات السياسية فإن الارتفاعات الشاهقة بين مبنى بلاتينوم وقصر بعبدا عكست فراغا في التأليف لن يتضح هواؤه قبل يوم الاثنين المقبل ،فزيارة “الدزينة” للقصر لم يكتب لها أن تتم اليوم، واستعيض عن قضاء حوائجها بمراسيل.

على الخط حملها أنطوان شقير موفدا من رئيس الجمهورية إلى ميقاتي فاجتمع به للتشاور ،فيما قالت معلومات الجديد إن شقير حمل معه اقتراحات لتنقيح المسودة الوزارية، ثم غاب ثلاث ساعات قبل أن يعود للاجتماع بميقاتي عصرا, لم تسفر رحلة ابن بطوطة الرئاسي عن إيجابيات, لأن الرئيس المكلف استشعر ثلثا معطلا كامنا بين المطالب بالأسماء والحقائب, ليعود التأليف إلى ما دون الصفر.
علما أن ميقاتي كان مستعدا لزيارة القصر وإعلان التشكيلة الليلة في حال وافق رئيس الجمهورية على السير في اللائحة المعدة.

لكن التنقيب في التعديلات الواردة أظهر أن عون يريد كسب عشرة وزراء، سواء مواربة أو مباشرة أو بطلوع الروح ويكون رئيس الجمهورية بذلك قد صادر خزان ميقاتي الوزاري ووضعه في تصرف المنشآت السياسية ومعامل جبران باسيل للتغذية وإنتاج الطاقة السلبية, لكن الأمر بالنسبة إلى بعبدا سهل التبرير.

إذ نفت أوساط القصر أن يكون هناك أي تدخل لرئيس التيار الوطني الحر في تأليف الحكومة.

وقالت إن زياراته المتكررة للقصر الجمهوري هي زيارات عادية وتقليدية وروتينية والجميع يعرف ذلك.

وفي هذه النقطة تحديدا فقد صدق القصر لأن باسيل يتدخل بشكل عادي ويقلب الحقائب والأسماء بشكل تقليدي منذ نعومة أظفاره السياسية ويطيح الرؤساء المكلفين بطريقة روتينية والجميع يعرف ذلك.

أما زياراته المتكررة لبعبدا فهذا بيته ومطرحه ولأن رئيس الجمهورية قد أطلق الدعوة اليوم إلى زراعة تشكل العمود الفقري للاقتصاد المنتج, فقد طبق هذا المفهوم على عائلته وزرع لجبران قصرا في الرئاسة, وأنتج من خلاله عمودا فقريا كسر ظهر الدولة ،وكل الوعود تتحقق بما فيها أن لبنان قد أصبح دولة نفطية ،ويمكنه من اليوم إجراء عمليات اكتتاب إلى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لإعلامها بحجم فائض البنزين والمازوت والذهب الأسود الذي طاف في كل منطقة وحي ودسكرة ،بفعل عمليات الدهم الأمنية التي تتسابق عليها الأجهزة العسكرية والأمنية.

وبات اللبنانيون عائمين على بحر نفطي من دون أن يتمتعوا بنعم المادة لأن المحروقات المصادرة يملكها تجار وسياسيون مدعومون بأموال المودعين ومن المصرف المركزي ،ولا غرابة إذا وجدت وزيرا للثقافة والزراعة يدعى عباس مرتضى يخزن مع شقيقه المحروقات في البقاع, فيما أهل منطقته محرومون رائحة النفط.

وعلى أرض الوطن المحروس “رح نتزفت يوما ما” وسندخل جهنم بطريق عسكرية وبصيانة يتولى تأهيلها مجلس الإنماء والإعمار ذو الصيت الذي يشبه الزفت ،تلزيمات لصيانة الطرقات بنحو مئتي مليون فريش عبر هذا المجلس, والمتعهدون لأشغال الدولة هم أنفسهم لا تبدلهم العهود.

ومن هنا نبدأ حيث العمود الفقري للدولة وجسره المخسوف ،نصون الطرقات بدولارات موزعة على أزلام ومحاسيب “ولا يعتب حدا ولا يزعل حدا” حيث “التلت الضامن” موجود ليس فقط في الحكومة إنما يعربش على الشوارع وجسورها ،لسيتقر على أكتاف المتعهدين الصامدين ولو انهارت الناس .