IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “LBCI” المسائية ليوم الأحد في 17/11/2019

ملحم خلف، إحفظوا هذا الإسم جيدا. 17 تشرين الثاني، إحفظوا هذا التاريخ جيدا، تماما كما حفظتم تاريخ 19 تشرين الأول وتاريخ 12 تشرين الثاني، تماما كما حفظتم تاريخ 29 الأول الماضي، تماما كما حفظتم تاريخ 17 تشرين الأول.

في شهر تزهر الثورة شهيدين وتثمر نقيبا. في 19 تشرين الأول يسقط الشهيد الأول حسين العطار. في 12 تشرين الثاني تزهر الثورة الشهيد الثاني هو علاء أبو فخر. وما هي إلا ستة أيام حتى تثمر نقيبا هو نقيب المحامين ملحم خلف. دينامية الثورة تولد إنجازات، وإرباك السلطة يولد إخفاقات.

في عشرين يوما، أي منذ تاريخ الإستقالة إلى اليوم، لم تعرف السلطة كيف تجري استشارات تكليف للتأليف، وحين اقتربت من أن تعرف، انفجرت المشاورات بين أيدي الذين تولوا تهيئة طبخة التكليف والتأليف معا. قبل هذا الملف الذي فيه الكثير من التلاعب والألاعيب والمناورات والأفخاخ المتبادلة، والتي راح ضحيتها السياسية “دولة الرئيس” المفترض محمد الصفدي، لنتوقف عند نقاء المعركة النقابية التي حملت ملحم خلف إلى سدة نقابة المحامين.

ملحم خلف آت من رحم ثورة 17 تشرين الأول، فصار نقيبا في 17 تشرين الثاني. خاض معركة شفافة ونظيفة شعارها “نقابة المحامين رافعة الوطن”. لم يأت من حزب تاريخي أو جديد ولا من تيار تقليدي، فنقيب المحامين تاريخيا كان يأتي من حزب أو من نخبة أو من سلطة، ولا يوم أتى من ثورة. في 17 تشرين الثاني كسر ملحم خلف القاعدة: تفوق على الأحزاب التي تكتلت ضده، وتجاوز النخب وهزم السلطة. حتى أنه جاء من خارج نادي مجلس النقابة، فلم يكن يوما عضوا في مجلس النقابة، أي أنه لم يتدرج تقليديا بل تدرج من الثورة إلى النقابة.

ما كان لـ 17 تشرين الثاني أن يحمل ملحم خلف إلى نقابة المحامين، لولا 17 تشرين الأول. فهل تقرأ السلطة التحولات التي تسير بسرعة قياسية؟. من خلال مداولات الطبقة السياسية، لا يبدو أنها تقرأ، فالكمين الذي نصب للنائب والوزير السابق محمد الصفدي، أثبت مرة جديدة أن المناورة والمراوغة مازالتا الأسلوب المحبب لدى أهل السلطة.

محمد الصفدي لم يسع للرئاسة الثالثة، عرضها عليه الرئيس الحريري فاشترط غطاءه وغطاء مفتي الجمهورية وتأييد رؤساء الحكومات السابقين، لكن شرطا واحدا من هذه الشروط الثلاثة لم يتحقق. قبل ذلك حاول الوزير جبران باسيل قطف التكليف فدردش، ما تسبب باستفزاز الرئيس المستقيل، وبدأت حرب التسريبات والمصادر لتتدرج صعودا وتصل إلى حرب البيانات. المكتب الإعلامي للرئيس الحريري يتهم الوزير جبران باسيل بأنه “طرح وقائع كاذبة ووجه اتهامات باطلة”، فيأتي الرد من مكتب الوزير باسيل متهما الحريري ب”جملة افتراءات ومغالطات مع تحريف للحقائق”.

وبين البيانين يخرج الصفدي على صمته، ليعلن أن الرئيس الحريري قطع له وعودا لم يلتزم بها. هذا الإتهام دفع ب”بيت الوسط” إلى الرد بعنف على الصفدي بلسان مصطفى علوش الذي جاء في تغريدته: “إن ولاءك الحقيقي هو لولي عهد العهد، ولم يكن يوما لغير ذلك. نصيحة لوجه الله عد سريعا للنوم”.