IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الاثنين في 2023/01/23

يقول المثل : ” ليست قصة رمانة بل قلوب مليانة ” ولكن هذه المرة ” قلوب مليانة استخدمت رمانة ” . من ألقى ” الرمانة ” على ال ” ال بي سي آي “؟ هذا السؤال هو ” ثانيا ” في تراتبية الأسئلة ، فالسؤال الأول هو : ” لماذا ال ” ال بي سي آي “؟ وحين يتحدد الجواب ، لا يعود مهما من القى القنبلة؟
لماذا ال ” ال بي سي آي ” ؟
لأنها أولا ليست مجرد وسيلة إعلامية لديها برامج سياسية وترفيهية ،  بل هي موقع وطني ، سياسي وإعلامي ، ومن يستهدفها لا يستهدف برنامجا أو اسكتشا بل يستهدف هذا الموقع ، وربما لتضليل التحقيق و” تضييع الشنكاش”، يأتي التوقيت ليفتح الباب واسعا أمام التحليلات والإجتهادات والاستنتاجات التي ينطلق بعض منها من أمنيات لا من معطيات .
لماذا ال ” ال بي سي آي ” ؟
لأنها ، في هذه الظروف المجنونة ، إختارت أن تكون ” عقلانية في مضامين برامجها وأخبارها ، وهذه العقلانية هي قمة الشجاعة ، ولعل أسهل شيء الجنوح في اتجاه المزايدات .
لماذا ال ” ال بي سي آي ” ؟ لأنها عند كل مفترق ومحطة تتعرض لضغوط، حدها الأقصى إسكاتها ، وحدها الأدنى ترويضها عبر الترويع, وأحيانا عبر قرارات .  وبين الترويع والقرارات  هدف واحد :  التدجين .
كانت ال ” ال بي سي آي ” رأس حربة في مقاطعة الإنتخابات النيابية عام 1992 التي سميت انتخابات ال 13 في المئة ، وهي نسبة المشاركة وقتها، وجرى تهديدها لكونها رأس حربة ، ولم يغفر لها  المهددون جرأتها .
حين اتخذ مجلس الوزراء منذ تسعة وعشرين عاما ، قرارا بوقف الأخبار والبرامج السياسية في التلفزيونات والإذاعات ، كان الهدف إسكات ال ” ال بي سي آي” .
حين قرر استرداد ممتلكات الدولة ، كان الهدف تهجير المحطة وإسكات صوتها .
آنذاك لم يكن الإنزعاج من برنامج ترفيهي أو اسكتش ساخر في شبكة البرامج ، بل كان الإنزعاج من سياسة المحطة . وحين تم تفجير مي شدياق لم يكن السبب ما قالته في ” نهاركن سعيد ” يومها, بل من الخط الجريء الذي كانت تنتهجه المحطة .
اليوم غاب كل هؤلاء ، ولكن يبدو أن ” اجيال القمع ” يتوارثها جيل تلو جيل، ونحن اليوم في مواجهة جيل جديد لا يعجبه برنامج أو سياسة ال ” ال بي سي آي ” ويستشعر أنها ستكون رأس حربة في مواجهة آتية قد يكون عنوانها: لا لرئيس جمهورية كيفما كان ، واي كان . فإذا كان مشروع إعادة تكوين كل السلطات يبدأ بانتخاب رئيس ، فإن المعركة تبدأ من هنا ، من انتخاب رئيس يشكل (الرأس- الدماغ) للجسم الذي يجب ان يكون عليه البلد وطموحات أهله ، فلا يكون رأسا صغيرا لجسم كبير ، ولا يكون رئيسا ضعيفا ، ولا يكون رئيسا آتيا ليتعلم ويحول الرئاسة الأولى إلى laboratoire يجرب فيه وبالشعب ما يعتقده صحيحا .
ال ” ال بي سي آي ” في قلب هذه المعركة ، لا بل في الصفوف الأمامية فيها ، وعندئذ لا يكون السؤال  : لماذا تلقى عليها قنبلة ؟ بل لماذا لا تلقى عليها قنبلة ؟ فلأجل كل ما سبق ذكره ، ال ” ال بي سي آي ” مستهدفة ، والقنبلة ليست سوى جزء من هذا الاستهداف وهذه المواجهة.