IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “lbci” المسائية ليوم الخميس في 29/09/2022

صحيح أنها “جلسة بروفا”، لكنها حملت من المعاني والمفارقات ما يسمح بالقول إن اللعبة السياسية في لبنان لا تؤثر فيها الثورات كثيرا.

ومن المعاني والمفارقات التي يمكن تسجيلها أن المعارضة نجحت في تسجيل موقف متقدم، من خلال إعطاء النائب ميشال معوض ستة وثلاثين صوتا، والمفارقة هنا أن والده الرئيس الشهيد رينيه معوض نال عدد الأصوات نفسها تقريبا في دورة الاقتراع الأولى في القليعات في تشرين الثاني عام 1989 إذ نال خمسة وثلاثين صوتا قبل أن يفوز في الدورة الثانية باثنين وخمسين صوتا.

ومن المؤشرات التي لا يستهان بها أن جلسة اليوم بدت وكأنها “حرب الإخوة” أو “حرب داخل المعسكر الواحد”. فالذين لم يصوتوا للنائب معوض، كان لافتا أو نافرا موقفهم، علما أنه سبق وكانوا حلفاء، منهم من كان في جبهة النواب الذين استقالوا من المجلس السابق، لكن البعض منهم لم يكن على ” قلب واحد ” في جلسة اليوم… فالنائب نعمة افرام مسافر، لكن عضو كتلته جميل عبود صوت بورقة بيضاء. في استشارات التكليف تمايز عبود عن رئيس كتلته، فسمى الرئيس ميقاتي فيما افرام لم يسمه. نواب “قوى التغيير” الذين كان بينهم من استقال من المجلس السابق ، لم يصوتوا للنائب معوض. نواب “قوى التغيير صوتوا للسيد سليم إده الذي سبق وأبلغ من فاتحوه بالترشح، خارجيا وداخليا، عدم رغبته في الترشح، ما يطرح السؤال: إذا كان السيد سليم إده لا يرغب في الترشح فلماذا صوتت له كتلة نواب التغيير؟

تشتيت الأصوات في معسكر المعارضة والسياديين، لم يقابل بوضع أفضل في معسكر 8 آذار الذي يتسابق فيه بشكل أساسي رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، فكان الخيار بالاقتراع بالورقة البيضاء، عل حزب الله يتوصل في الجلسات اللاحقة إلى وضع أفضل مما كان عليه اليوم.

ومن المؤشرات، ظهور تعارض بين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس، ففيما أعلن الرئيس بري أنه لن يدعو إلى جلسة ثانية إلا بعد التوافق، أعرب العماد عون عن أمله في أن تتوالى الجلسات الانتخابية ضمن المهلة الدستورية ليتمكن النواب من انتخاب رئيس جديد.

إذا كان المجلس سيد نفسه، فمتى سيحدد سيد المجلس الجلسة الثانية؟ ومن يحدد مواصفات التوافق ومعاييره؟

يخشى أن يكون الفراغ قد بدأ قبل أوانه…