IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـ”LBCI” المسائية ليوم الثلثاء في 19/11/2019

كنتم بغنى عن هذه “البهدلة” لو قرأتم ما اجتهد به من سبقكم، وما شرع به من سبقكم، لكنكم لستم مشرعين، وإن كنتم انتخبتم لمجلس وظيفته التشريع، فكم بينكم من يفهم في التشريع؟

هذا أحد عيوب مجلسكم: مجلس للتشريع ليس فيه من يعرفون في التشريع إلا قلة قليلة. وأكثر من ذلك، لو كنتم تقرأون تشريعات أو لديكم ثقافة تشريعية، لكنتم تذكرتم أن مجلس النواب في تشرينين سابقين: واحد عام 1976، بعد انتهاء حرب السنتين، وآخر عام 1989 مدد للجان النيابية، ولكنتم تذكرتم أن العلامة الدستوري الدكتور إدمون رباط قد اجاز التمديد للمجلس وللجان النيابية. لو كنتم كذلك، لكنتم وفرتم على أنفسكم وعلى الإنتفاضة هذا القطوع اليوم الذي كاد أن يخرج على سلميته بعد ممارسات همجية تمثلت في إطلاق نار من أحد المواكب، وفي محاولة موكب آخر دهس عدد من المعتصمين.

لكن “رب ضارة نافعة”، فلو لم يحدث ما حدث اليوم، لما انكشف مجلس النواب على حقيقته: مجلس يختبئ من تسونامي الإنتفاضة، علما أنه مجلس فتي ولم يمض على انتخابه سوى سنة ونصف سنة، ومن من أعضائه وصل إلى ساحة النجمة اليوم، فإن عدده لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.

هذا في الحسابات الشعبية، أما في الحسابات السياسية، فإن تطيير الجلسة يعتبر نكسة لرئيس المجلس نبيه بري الذي ما كان ليصر على عقد الجلسة لو لم يتلق ضمانات من الكتل النيابية التي كانت ستشارك، بأن أعضاءها سينزلون إلى البرلمان، فهل “حسبها غلط”؟ أم أن الذين وعدوه أخلوا بوعدهم تحت وطأة الإنتفاضة؟

أيا يكن الجواب، فإن ما هو ثابت أن الإنتفاضة تراكم الإنجازات الواحد تلو الآخر.

الملاحظ على هامش جلسة اليوم أن الرئيس بري لم يحدد موعدا لجلسة ثالثة فيما الاسبوع الماضي حدد الجلسة الثانية اليوم.

تحدث كل هذه التطورات في وقت ما زالت أزمة استشارات التكليف تراوح مكانها في ظل عدم صدور أي موقف من قصر بعبدا لتحديد موعد هذه الإستشارات.

هذا التريث يعكس تعمق الأزمة ولاسيما بين الأطراف المعنيين: فالأزمة منفجرة بين بعبدا وبيت الوسط.

إذا استشارات التكليف متعثرة، واليوم انفجرت بين بيت الوسط وعين التينة، على خلفية تطيير الجلسة العامة.

إذا استشارات التكليف والتأليف متعثرة، والحصيلة مجددا: الإنتفاضة تراكم الإنجازات، والسلطة تراكم الإخفاقات.