IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأربعاء في 20/11/2019

حتى الساعة، يمكن اختصار الوضع كالاتي: الثورة حققت انتصارها الثالث واثبتت بقوة الشارع قدرتها على فرض اجندتها على سلطة مربكة، واجندتها هذه تحمل عنوانا اساسيا: استشارات نيابية ملزمة يحدد توقيتها رئيس الجمهورية، تفتح الباب امام حكومة اختصاصيين وبعدها، لكل حادث حديث.

على وقع الانتصار، تتحضر الثورة للاحتفال بعيد الاستقلال، تخلت عن الشارع اليوم، لترسم عرضا مدنيا لاستقلال ثان، تريده لوطن بعيدا من الطائفية، والفساد والمفسدين، جامعا لكل اللبنانيين، عله يبشر بولادة لبنان جديد .

هذه الثورة ومعها سائر اللبنانيين، ستستمع غدا الى الكلمة التي سيتوجه بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى اللبنانيين، في لحظة سياسية دقيقة، واقتصادية خطيرة، فهل ستحمل الرسالة مفتاح حل يبدأ من اعلان موعد استشارات التكليف؟

حتى الساعة، تبدو الصورة ضبابية، والكلمة اما تكون عرضا للواقع الحالي واشارات للمستقبل، واما تنحو صوب اعلان موعد الاستشارات.

فبعدما كانت تطورات النهار الحكومي لم تتعد مجموعة اتصالات اخفقت في تسجيل اي تقدم ملموس نحو تحديد موعد الاستشارات هذا الاسبوع، ورد ت معلومات مساء غير واضحة المعالم تفيد باحتمال فتح كوة في جدار الازمة الحكومية.

نحن اذا في دائرة ضبابية، اللبنانيون يشعرون بالخناق حول رقابهم، هم في واد والسلطة في واد، ولبنان عاد ليدخل لعبة الكبار، ولعل ما اعلنه جيفري فيلتمان، السفير الاميركي السابق في لبنان يختصر كل المشهد.

اي فراغ تتركه الولايات المتحدة في لبنان، ستعبئه بسرور روسيا والصين، وعلى اللبنانيين الاختيار بين استمرار المحسوبيات والفساد والانغماس مع حزب الله، ما سيؤدي بهم الى اسفل الدرك، وبين الاصلاحات والمحاسبة والاعتماد على مؤسسات الدولة بدلا من حزب الله، ما سيؤمن لهم دعما امريكيا ومن جهات اخرى ,ما يعني عمليا وجهة افضل، وختم فيلتمان قائلا : “هذا الأمر يجب أن يكون رسالتنا”.

ومنذ قليل، دعت الامم المتحدة لتأليف سريع لحكومة تستجيب لتطلعات المتظاهرين وتحظى بدعم البرلمان كما شجعت القوى الامنية على الاستمرار بحماية المتظارهرين السلميين .

فهل وصلت الرسالة الى السلطة المعنية اولا واخيرا في البحث عن حل لكل اللبنانيين ولو على حسابها؟