IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الاثنين في 10/2/2020

غدا 11 شباط 2020، الكباش في قلب بيروت بين قبضة مجلس النواب والحكومة، وقبضة الثورة.

المجلس والحكومة سيعملان على تمرير الجلسة، نصابا وثقة، والثورة ستسعى لعدم اكتمال النصاب. قد تكون المفاجآت سيدة الموقف: السلطة تبدو جادة في تأمين النصاب وفي انعقاد الجلسة. والثورة خططت، والترجمة غدا، فهل ما فشلت في تحقيقه في جلسة الموازنة ستنجح في تحقيقه في جلسة الثقة، أم أن الحكومة ستقلع غدا بعد نيل الثقة، لتبدأ رحلة المئة يوم التي وضعتها لنفسها. الإستحقاق الأول في رحلة المئة يوم سيكون ملف اليوروبوندز، والآراء لدى السلطات السياسية والمالية والنقدية، متباينة حيال التسديد أو عدم التسديد أو التفاوض، ولكل خيار تكلفته.

ولكن عشية الجلسة، التهب الوضع بين طرفي التسوية الرئاسية: تيار “المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، فاستخدمت فيه مصطلحات ومضامين لا يستخدمها إلا من كان “الطلاق السياسي” خيارهما. الرئيس الحريري قال في دردشة مع الصحافيين: “فليدلني أحد على إنجاز واحد قام به التيار الوطني الحر للإقتصاد الوطني منذ 30 عاما”. لم يكتف بذلك بل أضاف: “في ناس بتعطي one way ticket وهني مش قدها”. المعروف أن هذه العبارة هي للعماد ميشال عون في حزيران عام 2011 حين قال: “قطعنا للحريري one way ticket ولن يعود”.

وما لم يقله الحريري في دردشته، قاله في بيان المكتب السياسي، حيث تم نبش مرحلة التسعينيات، فوصف البيان “التيار” بأنه من هواة الحروب العبثية، المفطورين على وهم إلغاء الآخر، منهجا، بدأ في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وأدى إلى تداعيات كارثية على اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، بحيث سجل حينها أعلى نسبة هجرة لهم، قدرت بنحو 35 ألف شخص بين عامي 1989 و1990- حرب الإلغاء-، كذلك أدت أيضا إلى تدمير القاعدة الصناعية اللبنانية في منطقة الدورة والمكلس وتل الزعتر، وكانت التمهيد المباشر لدخول جيش النظام السوري تلك المنطقة واحتلالها، بعدما كانت عصية عليه طوال 15 عاما.

كلام الحريري لم يمر، بل جوبه بردات عنيفة وعالية السقف، فكان رد من النائب حكمت ديب الذي ذكره برحلة السعودية، قائلا: “التيار خلصك من الفرامة، وإنجازات الإقتصاد خليهم إلك”. كذلك كانت ردود من نواب آخرين.

هذه الأجواء قد تكون تحمية للخطاب المرتقب للرئيس الحريري يوم الجمعة المقبل في ذكرى 14 شباط، الذي يتوقع مراقبون أن يكون جردة حساب عن السنوات الثلاث الفائتة، وعن المرحلة المقبلة.