IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “LBCI” المسائية ليوم الجمعة في 04/04/2020

وكأن في لبنان حكومتين في حكومة واحدة: حكومة كورونا وحكومة التعيينات والتشكيلات وسد بسري، والفرق شاسع بين الحكومتين… حكومة كورونا تصل الليل بالنهار وتعمل على احتواء الوباء وتقوم بالتجهيزات المطلوبة لتلافي الأسوأ وملاقاة ما يمكن ان يصل إليه لبنان.

حكومة كورونا في تحد يومي، وابرز التحديات إعادة من يريد من المغتربين ولاسيما من افريقيا، وهذا التحدي تعمل عليه الحكومة بشكل يوفر سلامة العائدين ويحمي المقيمين من خلال الحجر المطلوب للذين سيعودون، وهذه الخطوة إذا ما تمت على خير، يكون لبنان في مصاف الدول التي نجحت في استعادة ممن يريد من مغتربيها.

هذه الحكومة تستحق أن يطلق عليها حكومة تكنوقراط خصوصا أنها تعمل كفريق عمل واحد منسجم.

أما حكومة التعيينات والتشكيلات وسد بسري، فلا تشبه الحكومة الأولى بشيء، هي حكومة سياسية بامتياز: فيها مقاطعة وفيها تلويح بتعطيل وتلويح باستقالة، وفيها تشكيلات قضائية متعثرة وتعيينات مالية غير منجزة وفيها بنود تسحب من جداول الأعمال.

الحكومة الأولى ترضي ضمير رئيسها حسان دياب، والحكومة الثانية لا ترضي ضميره، لكن ما العمل؟ الرئيس دياب لا يستطيع ان يمارس السلطة التنفيذية “على القطعة”، فإما أن يكون رئيس الحكومتين، وإما أن حكومة من الإثنتين ستطغى على الثانية، وعندها سيكون امام مشكلة حقيقية خصوصا في ظل تصاعد التحديات: من مواجهة تحدي كورونا إلى مواجهة دلع بعض الشعب اللبناني الذي يتصرف وكأن لا كورونا في لبنان، إلى تحدي المودعين والمصارف حيث في كل يوم تعميم جديد وتعليل جديد.

يوم تعميم للمصارف ويوم تعميم لصغار المودعين، وما ينطبق على هؤلاء لا ينطبق على مودعين لديهم أكثر من الفئة المستفيدة، بمئة دولار إضافية.. إنه تخبط وضياع ليس لتلبية حاجة فئة من المودعين فحسب بل إستجابة لمرجعيات حزبية وسياسية طالبت بإيجاد حل لصغار المودعين فكان لها ما ارادت…

هذا التعميم سيفتح باب المطالبات بتعاميم إضافية تطال فئة ثانية من المودعين الذين يحتاجون إلى ودائعهم بقدر حاجة من سبقهم، فهل المطلوب رفع الصوت ثانية من المرجعيات السياسية والحزبية ليولد تعميم ثان؟

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة نشير إلى ما ضجت به مواقع التواصل الإجتماعي الذي يظهر السيدة فيروز وهي تصلي وتقول في صلاتها: “يا رب تأمل صراخي استمع لصوت دعائي يا ملكي وإلهي لأنى إليك اصلي أوزع صلاتي نحوك وانتظر. أنت تخلص الشعب البائس وانت تضيءسراجي، الرب إلهي ينير ظلماتي لولا ان الرب معيني لسكنت نفسي سريعا ارض السكوت”، الجدير ذكره أن هذه الصلاة للسيدة فيروز مأخوذة من المزمور الخامس من سفر المزامير من العهد القديم من الكتاب المقدس.