IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأحد في 07/06/2020

6 حزيران 2020 كان يمكن أن يكون بداية لحرب جديدة في لبنان، ففي ساعات معدودة ارتسمت ثلاثة خطوط تماس، سرعان ما تلاشت، لكنها بالتأكيد بقيت في النفوس، فهل هناك ما هو مخطط؟، هل هي انفعالات توصل إلى هذا الحد من الغليان؟، هل هي “بروفا” لسيناريو يمكن أن يحدث لاحقا؟، هل هي رسائل داخلية، بالحديد والنار، إلى الخارج؟.

الأسئلة كثيرة والأجوبة قليلة، لأن مرسل الرسائل عادة ما يبقيها إما مشفرة وإما غامضة، وإما تحمل أكثر من تأويل وأكثر من قراءة.

خطوط التماس التي كادت أن ترتسم كانت: بين ساحة الشهداء ونزلة بشارة الخوري، بين الشياح وعين الرمانة، وبين الطريق الجديدة وبربور. الرابط المشترك بين الخطوط الثلاث أنه من بشارة الخوري إلى الشياح إلى بربور، هناك فريق واحد، في مقابل ثلاثة شوارع: واحد في ساحة الشهداء وثان في الطريق الجديدة وثالث في عين الرمانة.

الفريق الأول لديه خطاب واحد موحد: لا لنزع سلاح “حزب الله”، هو خطاب يأتي في لحظة محلية وإقليمية ودولية بالغة الحساسية، وتحديدا عشية التجديد لليونيفيل في الجنوب ولتطبيق “قانون قيصر”. في الجنوب، وقعت مواجهات بين اليونيفيل وأهال، من بيئة “حزب الله”، وبالنسبة إلى “قانون قيصر” انتقدت دوائر الحزب توزيع القانون على الوزراء، ولو على سبيل الإطلاع.

إذا الحزب في حال تأهب سياسي، ولا يحتمل أي تراجع أو نكسة أو إنتكاسة، فجاء السادس من حزيران ليتعاطى معه بريبة مطلقة وليفهم من يعنيهم الأمر أنه ليس بوارد التراجع. بهذه الذهنية، حاول التقدم من محور بشارة الخوري، وليس بعيدا من هذا المزاج كان التحرك في اتجاه عين الرمانة، كذلك المواجهة بين الطريق الجديدة وبربور.

لاحقا، تمت لملمة ما جرى سواء في ساحة الشهداء أو بين بربور والطريق الجديدة أو بين الشياح وعين الرمانة، ولكن ماذا بعد اللملمة؟، وماذا في قراءات كل طرف؟: كيف سيتعاطى “حزب الله” مع معطى أن موضوع سلاحه بات أحد العناوين في الحراك الشعبي؟. كيف ستقرأ الساحة السنية ما جرى بعدما ظهر أن الشارع السني شوارع: ففيه للرئيس الحريري، وفيه لبهاء الحريري، وفيه لنهاد المشنوق وأشرف ريفي وفيه لمشايخ؟. الجرح المفتوح بين الشياح وعين الرمانة، هل سيتوسع ليصبح أبعد من فشة خلق، أم أن التوتر فيه هو خارج السياق العام؟.

في السادس من حزيران، ثبت بالعين المجردة أنه “مش ماشي الحال”: لا على الأرض، ولا في السياسة، من دون أن ننسى بالتأكيد أن البلد تحت مجهر صندوق النقد الدولي، كما يستمر تحت كابوس وباء كورونا الذي ما زال يسجل فيه إصابات يومية.

يبقى سؤال واحد: أين حراك السادس من حزيران من كل ما جرى من بشارة الخوري والطريق الجديدة وبربور والشياح وعين الرمانة؟، هل لديهم موقف مما جرى؟، هل من قراءة نقدية؟، هل من مراجعة؟.