IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الاثنين في 15/06/2020

من خلال الإجتماعات والمتابعات والخطابات اليوم ، تبين ما يلي :
أمنيا، المسالة أكبر من شغب موضعي …
نقديا، الوضع اصعب من مجرد ضخ حفنة من ملايين الدولارات في السوق.
معيشيا وحياتيا، التهريب ليس مسألة تهريب غالون مازوت او ربطة خبز.
سياسيا، الموضوع ليس مجرد سجال بين سلطة ومعارضة …
تلاحق الإجتماعات اليوم ، الذي كان يجب ان يحصل قبل ذلك بكثير، اظهر المعطيات التالية :
أزمة الدولار ليست مسألة ضخ أو عدم ضخ ، بل مسألة شح قاس، وما قام به مصرف لبنان اليوم ، نزولا عند رغبة الحكومة ، أثبت ذلك ، فالدولار الذي ضخ في عروق بعض الصيارفة هو من دولارات التحاويل لا من الأحتياط ، وقد لامس اليوم حدود الأربعة ملايين دولار. وضخ اليوم أثبت أن الموضوع لم يكن تآمرا بل: “القلة تولد النقار” : المطالب به “يخانق” والمسؤول عن توفيره “يخانق” ، والمسؤول عن الجهتين “يخانق” ، ولكن ما النفع إذا كانت مادة الخناق شحيحة، لكنها أكثر توافرا في السوق السوداء التي بقيت اليوم شغالة …

هذا الواقع هو الذي افضى إلى إنشاء غرفة عمليات للدولار في الأمن العام لضبط السوق. وهكذا للمرة الأولى في تاريخ لبنان صار هناك ” الدولار الأمني ” الذي يفترض ان يضبط دولار التهريب، والدولار الأسود الذي مصدره السوق السوداء … فهل ستنجح التجربة ؟
وإذا كان اجتماع السرايا قد توصل إلى غرفة عمليات الدولار ، فإن اجتماع المجلس الأعلى أقر للمرة الأولى بتهريب المازوت ، الذي سبب نزفا كبيرا في احتياط المصرف المركزي بالعملات الصعبة. فلماذا لا يكون هناك “مازوت أمني” على غرار “الدولار الأمني” لوقف نزف هذه المادة التي تسبب تجفيف احتياط الدولار؟
السلطات السياسية الأمنية بدأت تضع يدها شيئا فشيئا على كرة النار، ليتبين أن عمق المشكلة سياسي – أمني أكثر مما هو نقدي.

وإذا كان لدى رؤساء الاجهزة الامنية معطيات عن جهات داخلية وخارجية تخطط وتحرض وتمول وتنفذ الاعمال التخريبية ، مثلما ورد في مناقشات المجلس الأعلى للدفاع ، فلماذا لا تستثمر هذه المعطيات لملاحقة الفاعلين ؟ وإلى متى ستستمر الإتهامات من دون ملاحقة، خصوصا أن بعض هؤلاء بات معروفا ؟
وما يستدعي التوقف عنده مليا هو الأمن المستباح في طرابلس تحت عناوين الأوضاع المعيشية ، فماذا يخطط لعاصمة الشمال ؟ وإذا كانت بيروت قد تجاوزت هذا القطوع ، أو هكذا يؤمل ، ولو بعد ثمن مرتفع في الممتلكات ، ولاسيما في وسط بيروت ، فمتى ياتي دور طرابلس في سحب صواعق التفجير؟ في العاصمة أتخذ الثنائي الشيعي قرارا بألا يكون الخندق الغميق أو بشارة الخوري ” ممرا أو مقرا ” للذين يريدون الوصول إلى وسط العاصمة ، ونجحوا في ذلك، فمن سيتخذ قرار التهدئة في طرابلس ؟

من خارج هذا السياق ، واصل الرئيس بري دور الإطفائي، فجمع هذا المساء وليد جنبلاط وطلال إرسلان ، في مصالحة هي الثانية بينهما في اقل من سنة، إذ انعقدت المصالحة الأولى في آب من السنة الماضية في قصر بعبدا بعد شهرين على حادث قبرشمون ومضاعفاته.