IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأربعاء في 29/07/2020

يهم مكتب الاعلام في وزارة المالية ان يوضح ان النظام الالكتروني للوزارة توقف لاسباب تقنية ناتجة عن انقطاع الكهرباء ما ادى الى تعذر تحويل معاشات المتقاعدين لشهر آب على الرغم من جهوزيتها في مديرية الصرفيات وسيجري تحويلها الى المصارف في اول يوم بعد عيد الاضحى.

ثلاثة اسطر تختصر وجع شعب، فالعيد هذا العام بلا راتب لأكثر من مئة الف متقاعد.

انها مأساة، ان تعجز دولة برمتها عن تأمين معاشات المتقاعدين، ولماذا؟ لأن الكهرباء مقطوعة عن العاصمة ولأن المازوت يحتكر ولأن المولدات التابعة لأوجيرو تعطلت، فتوقف الانترنت ونظام وزارة المال.

يا عالم، نحنا مش بالعصر الحجري، وهذه بيروت، وهذه رياض الصلح، مركز السرايا الحكومية ووزارة المالية وعدد كبير من الوزرات والمقار الحكومية، ودولتنا عاجزة عن حل مشكلة بهذه البساطة: كهرباء، ومازوت للموتور، وانترنت وبعدها رواتب.

اذا كنتم عاجزين عن تأمين ما يؤمنه “دكان الحي” لاستمرار عمله، فعلى ماذا يمكن ان نأتمنكم؟

عندما تحدث رئيس الحكومة حسان دياب امس قال: “يسأل اللبنانيون اين القضاء واين الاجهزة الامنية”. وأضاف متوجها إلى الوزراء: “أصبح من الضروري ان يكون هناك حزم مع المافيات التي تلعب بمصير البلد”، ليعترف امامه وزراء الطاقة والاقتصاد والزراعة والصناعة أن كميات المازوت تتبخر وأن مافيات الاحتكار صعب مكافحتها.

نعم حضرة الرئيس دياب، والوزراء والنواب وحتى رئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية وقادة الاجهزة الامنية والقضاة جميعا، نعم نريد ان نعرف ما الذي يحصل؟ من هي هذه المافيات، من يحميها، لماذا لم توقفوا وحدا منها بعد؟

نعم نريد ان نعرف ما الذي حصل امس حتى طارت “المعاشات اليوم”؟

وزير الطاقة ريمون غجر غائب عن السمع وهو من اجتماع الى آخر، يخبر المسؤولين عن وضع الكهرباء والاعطال، وعن وضع المحروقات فيما المطلوب اخبارنا نحن بكل هذا.

وقصة ما حصل من امس إلى اليوم هي حتى الساعة كالتالي:

بسبب انقطاع الكهرباء المستمر وساعات طويلة حاولت المولدات البديلة التابعة لاوجيرو في محطة رياض الصلح تأمين الطاقة لوسط بيروت عبر مولدين بديلين.

قرابة الواحدة فجرا، طرأ عطل على المولدين اللذين يعملان بمعدل عشرين ساعة يوميا، فتوقف توزيع الكهرباء، وباشرت فرق الاصلاح العمل وعاد الوضع الى طبيعته، ليعود العطل التقني في تمام الثانية وخمس واربعين دقيقة، فيتوقف المولدان عن العمل وتقطع الكهرباء وذلك حتى العاشرة والنصف من صباح اليوم عندما اعيد تأمين الكهرباء والاتصالات والانترنت لمنطقة رياض الصلح لكن ذلك كله لم يمنع “تأجيل المعاشات” حتى الى ما بعد العيد.

عطل أمس واليوم، تفصيل صغير في مأسة كبيرة، فما حصل متوقع وسيتكرر حتما، والسؤال: هل هناك فعلا من يعمل على ايجاد الحلول وهل هناك نية لانقاذ البلد؟

لبنان وقع، ومسؤولوه إما لا يريدون الحل واما عاجزون عن الانقاذ، أما مواطنوه فيعرفون شيئا واحدا: عيد الاضحى سيكون حزينا.