IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الجمعة في 07/08/2020

من الثلثاء الفائت، السادسة مساء، إلى الآن، أربع وسبعون ساعة على زلزال العنبر 12 في مرفأ بيروت، والحصيلة حتى الآن: أكثر من مئة وخمسين شهيدا، عشرات المفقودين، آلاف الجرحى، تضرر أكثر من خمسين ألف وحدة سكنية وتجارية، أكثر من ثلاثمئة ألف لبناني في العراء حيث لا منزل ولا سقف. والناس يسألون: ماذا حصل؟ هل هو انفجار؟، هل هو تفجير؟، لماذا حصل ما حصل؟، من هم المسؤولون؟، بعد الذي حصل، ما هي الاجراءات؟.

لا أحد حتى الآن أجاب عن سؤال واحد: لا عن سؤال: ماذا حصل؟، ولا عن سؤال: لماذا حصل؟، ولا عن سؤال: ما هي الإجراءات؟.

معقول؟، إلى هذا الحد السلطة في عجز وغيبوبة؟، أإلى هذا الحد السلطة في ضياع؟، إلى هذا الحد مسموح الغرق في التفاصيل؟.

معقول؟، أربع وسبعون ساعة، والسلطة مازالت في المربع الأول: تعالوا نعدد سخافاتها: هذا بلغ وشالا عن ضهرو”، ذاك تبلغ فبلغ ثالثا “وشالا عن ضهرو”. الثالث تبلغ وبلغ و”شالا عن ضهرو”. ستة أعوام وهذه القنبلة غير الموقوتة على هذا المنوال.

لنتذكر معا: حين يتم العثور على جسم مشبوه، حقيبة أو ما شابه، يحدث ما يلي: إبعاد الناس، استدعاء خبير متفجرات، الكشف عن الجسم، وإذا تبين أنه شحنة، يتم تفجيره في الحال.

منذ ستة أعوام تم العثور على جسم غير مشبوه بوزن 2750 طنا، فلم تطبَّق عليه شروط الجسم المشبوه: لا الناس أبعدوا، استدعي خبراء لكن لم يؤخذ بتقاريرهم، كشف عن الجسم فعرفت مخاطره لكن لم يتم التصرف وفق خطورته.

رجاء، “فيكن توقفوا ضحك عالناس”؟، هذه العبوة التي تزن 2750 طنا عابرة للعهود والرؤساء والوزراء والمدراء العامين ولقادة جيش: عبرت من عهد الرئيس ميشال سليمان إلى عهد الرئيس ميشال عون، مرورا بسنتين ونصف سنة فراغا في سدة الرئاسة وبسلطة إجرائية مناطة بمجلس الوزراء مجتمعا. ومن حكومات تمام سلام مرورا بسعد الحريري وصولا إلى حسان دياب. ومن قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى العماد جوزاف عون. ومن وزير الأشغال غازي زعيتر إلى يوسف فنيانوس وصولا إلى ميشال نجار. ومن مدير عام الجمارك شفيق مرعي إلى المدير العام الحالي بدري ضاهر، إلى رئيس المرفأ حسن قريطم.

هذه آلاف الأطنان عبرت في عهود رؤساء أجهزة أمنية وقضائية. ومع ذلك لم يحرك أحد ساكنا. والأنكى من ذلك، ولولا “العيب والحيا كنتو رح تطلعوها براس عمال التلحيم الذين لحموا الثغرة في العنبر، وحين لم تنطل هذه الكذبة، انتقلتم إلى تضليلٍ أكبر هو المفرقعات، وحين لم ينفع التضليل أقريتم بالأطنان الخطرة، وبدأت أكبر عملية غش وتضليل و”تضييع الشنكاش”: هيدا ما خصو لأنو بلغ، وهيدا ما خصو لأنو مش على إيامو.

مهلا، “الجميع خصون” إلى أن ينتهي التحقيق. جميع من كانوا في موقع المسؤولية، ومعنيون، منذ لحظة رسو الباخرة وإفراغ الشحنة، وصولا إلى لحظة الإنفجار مساء الثلاثاء. إذا لم يستدع هؤلاء جميعا ويوضعوا في الإقامة الجبرية، فعبثا تتحدثون عن تحقيق داخلي لأنكم لا تثقون بتحقيق دولي.

من قال إن الشعب يثق بتحقيقاتكم؟. أربع وسبعون ساعة مرت حتى الأن، وغير معروف كيف يسير التحقيق؟. “أوراق رايحة وأوراق جاية، وحكي قد ما بدكن”: مؤتمرات صحافية، بيانات، خطابات، دردشات… والحصيلة مزيد من الغموض.

ولأن الأمر كذلك، ولأن الناس تعبوا من الحكي ولا يريدون المزيد منه، ولأن الحكي لا يكشف حقيقة ولا يعيد شهيدا ولا يبلسم جرحا ولا يرمم منزلا، قررنا وقف تبني “كترة الحكي”، فإننا نعلن خطوتنا وقرارنا: لا نقل مباشرا لجماعة الحكي بعد اليوم، بل سيكون النقل للناس، لمن هم على الأرض، للافعال، للإنجازات، للحقائق. أما أنتم يا جماعة الحكي فتسلوا بالتغريدات، كلامكم المباشر لم يعد تسلية للناس بل بات قهرا لهم، ولن نشارك في قهرهم.