IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم السبت في 08/08/2020

المؤتمر دولي، التحقيق محلي، السلطة تائهة وتكتفي بتعداد الضحايا والجرحى والمفقودين، والشعب في فورة غضب.

حلل وناقش هذه المعضلة.

قلب الدول على لبنان، وقلب السلطة على حجر.

غدا الأحد مؤتمر دولي افتراضي تحت عنوان “المؤتمر الدولي لتقديم المساعدة والدعم لبيروت والشعب اللبناني”. الدعوة جرى توجيهها من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غونيريش والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تغريدة أن “المؤتمر سيجمع الرئيس ماكرون بالمسؤولين اللبنانيين ومسؤولين من أماكن أخرى في العالم”.

المؤتمر سينعقد عند الثانية بتوقيت باريس، الثالثة بعد الظهر بتوقيت بيروت، ويشمل تغطية أربع أولويات رئيسة: دعم النظام الصحي وكذلك النظام التعليمي، وإعادة تأهيل المباني المتضررة من الانفجار، والمساعدات الغذائية. اللافت في مرجعية المساعدات أنها ستكون منسقة بشكل جيد تحت قيادة الأمم المتحدة، أي أنها لن تصل إلى بيروت وتصبح في الأسواق، كما هي العادة في مساعدات سابقة، أو تسلم إلى جهات رسمية فتصل إلى جيوب رسميين قبل أن تصل إلى حيث يجب أن تصل.

وكما المساعدات العاجلة بعد مؤتمر غد، كذلك المساعدات اللاحقة: لا قرش سيعطى للسلطة السياسية بعد اليوم: الدول المانحة لم تعد تثق بهذه السلطة، ولهذا فإنها تفتش عن آلية لتقديم هذه المساعدات سواء أكانت منحا أم قروضا. أليس بعد 4 آب ليس كما قبله؟.

الإنفصام السياسي يبلغ مداه، حيت تلهث السلطة وراء الدعم الدولي فيما تتمسك بالتحقيق الداخلي، هذا التحقيق الذي مازال غارقا في تبادل الأوراق وتقاذف الصلاحيات، وعلى سبيل المثال لا الحصر: وزارة العدل تؤكد أن ليس من صلاحياتها التدخل في القرارات التي تتخذ من القضاء المختص الواضع يده على الملف، وبكل تأكيد ليس من صلاحياتها التدخل في إجراءات تنفيذ قرار قضائي واضح وصريح أحيل إلى إدارة المرفأ للتنفيذ. المجلس الأعلى للدفاع رد بأنه لم يتلق من المديرية العامة لأمن الدولة أي تقرير يتعلق بشحنة نيترات الأمونيوم، واعتبر أن هذه المعلومات المدسوسة عارية من الصحة.

هذا الضياع والتيه لدى السلطة، يأتي في وقت يتكشف أكثر فأكثر هول المأساة، فالحصيلة حتى الآن بلغت 158 شهيدا وأكثر من 6000 جريح، والعدد المتبقي للمفقودين يبلغ 21 مفقودا.

التطورات المتسارعة بلغت مجلس النواب، حيث تقدم اليوم نواب “الكتائب” الثلاثة باستقالاتهم، ليرتفع العدد إلى أربعة نواب مع النائب مروان حمادة، فيما يرتقب أن تعلن النائب بولا يعقوبيان استقالتها بعد غد الإثنين.

أما التطور الأبرز والنوعي عصر اليوم، ففي تظاهرة “يوم الحساب” في وسط بيروت. لكن فيما الأنظار على وسط بيروت، جاءت المفاجأة من وزارة الخارجية حيث دخل ثوار على رأسهم عدد من الضباط المتقاعدين، وأعلنوا السيطرة على مبنى الوزارة لتكون مقرا للثورة. كذلك تمت السيطرة على مبنى وزارة الإقتصاد.

هذا التطور الميداني هو الأول منذ اندلاع الثورة في 17 تشرين الأول الفائت. واللافت أن العميد المتقاعد جورج نادر الذي كان على رأس المجموعة، أعلن أن الثوار سيسيطرون تباعا على المقرات الرسمية.