IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأحد في 09/08/2020

وضوح في باريس، ضياع في بيروت. الأمل ضعيف بإمكان العثور على أحياء في المرفأ. وفي السياسة، الأمل ضعيف بإيجاد بصيص ضوء في النفق الذي دخلت فيه البلاد منذ مساء الثلاثاء الفائت.

واضحة الأمور في ذهن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جمع اليوم في قمة افتراضية، ثمانية وعشرين شخصية بين رئيس دولة أو ممثل عنها ورئيس هيئة أو منظمة أو مؤسسة دولية، عدا رؤساء الدول. لفتت مشاركة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الأوروبي للاستثمار والصليب الأحمر الدولي. وما رشح من باريس أن تنظيم المساعدات سيتم عبر البنك الدولي، الاتحاد الاوروبي، الأمم المتحدة، الصليب الأحمر الدولي والجيش اللبناني.

وكأن لا دور للحكومة اللبنانية، وهذه الآلية ليست بعيدة عن قناعات رئاسية بسبب الفساد المستشري في إدارات الدولة، وهذا ما شكا منه رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة.

واضح من هذا المنحى أن الرئيس ماكرون، مدعوما أو بالتنسيق مع الأميركيين، ليس لديه شيكا على بياض للبنان، كما ليس لديه شيكا على بياض للسلطة اللبنانية، بالمعنى السياسي، فحتى لو كانت فرنسا “الأم الحنون” وراعية إعلان “لبنان الكبير”، وترى في لبنان خط دفاع استراتيجي عن الفرنكوفونية، فإنها في نهاية المطاف دولة مؤثرة وفاعلة، ولها مصالحها وتعرف أن لبنان الذي رعت ولادته وانسحبت منه بعد استقلاله، لم يعد لبنان الذي تعرفه، بل أصبح “جمهورية فساد”، “بعزق” ما لا يقل عن مئتي مليار دولار، وليس فيه إدارة “متل الخلق” وكهربا “متل الخلق” وبنية تحتية “متل الخلق”، وكل ذلك بسبب إدارة سياسية سيئة أدارت إدارة فاسدة، وهذه الإدارة بشقيها السياسي والإداري لا تؤتمن على قرش.

لهذا لا شيك على بياض، بل إن المساعدات عبر صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وفرنسا بالتأكيد، من خلال شفافية وتدقيق مسبقين وليس لاحقين.

في الشق السياسي، ولأن مصالح الدول تأتي أولا، فإن موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل وضع على نار قوية بالتنسيق بين الفرنسيين والأميركيين. وفي هذا السياق، السفير الأميركي دايفيد هيل في بيروت الأربعاء المقبل، وموضوع ترسيم الحدود في مقدمة المحادثات.

هنا يطرح السؤال: ما هو موقف “حزب الله” من هذا الطرح؟، الرئيس بري مفوض من قبل “حزب الله” التفاوض مع الأميركيين في موضوع ترسيم الحدود، وللتذكير، فإن السيد نصرالله سبق وأعلن في خطاب ألقاه عام 2000، وتلته خطابات مماثلة، أن الحزب يلتزم الحدود التي تعترف بها الدولة اللبنانية مجتمعة، أي رئيس الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي، لأن ترسيم الحدود من مسؤولية الدولة أصلا.

هذا الموقف من الممكن اعتباره أن الحزب غير منغلق على التفاوض، وهذا مؤشر بارز.

الضياع في بيروت عائد إلى عدم الحسم لجهة استقالات وزارية أو عدم استقالة، فبعدما تسارعت صباحا وتلاحقت أخبار احتمال الاستقالات، لم يظهر منها سوى استقالة وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، فيما بقيت استقالتا الوزيرين راوول نعمة ودميانوس قطار، ترتفع إحتمالاتهما وتنخفض كالبورصة، ويبدو أن جلسة مجلس الوزراء غدا ربما تكون حاسمة لجهة خيارات بعض الوزراء، تبعا لما سيطرحه رئيس الحكومة حسان دياب لجهة الإنتخابات النيابية المبكرة، ووفق أي قانون.

مجددا ما هو موقف “حزب الله” من هذا الطرح؟، في موضوع الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة، يجدر التذكير بالخطاب الذي ألقاه الأمين العام بعيد 17 تشرين، والذي أعلن فيه رفض هذه الانتخابات، ما يشرع السؤال: ماذا لو انفرط عقد مجلس النواب وكذلك مجلس الوزراء، هل تحصل الانتخابات المبكرة، أم يتوجه لبنان صوب الفراغ الكبير؟، ما قد يفتح الطريق أمام عودة الحديث عن المؤتمر التأسيسي الذي سبق لأمين عام “حزب الله” الدعوة إليه.

هل هذا تهويل بأن طرح الإنتخابات النيابية المقبلة وبتطيير الحكومة، سيقابل بطرح المؤتمر التأسيسي؟، يبدو أن الكباش السياسي قد بدأ.

هل الأطراف السياسية جاهزة لهذا الكباش؟، هل الدول المعنية ستدخل على خط هذا الكباش؟.

أسئلة كثيرة وأجوبة غير متوافرة، والضياع يكبر في ظل الزلزال، وفي الإمكان استخدام كلمة زلزال بالمعنى الحقيقي لا المجازي، لأن خبراء الزلازل قدروا قوة الإنفجار بـ 3.3 درجات على مقياس ريختر.